لم يتمكن العشرات من ولوج قاعة "إلدورادو" مساء السبت بمدينة نامور البلجيكية لمتابعة عرض الفيلم السينمائي "الزين اللي فيك" لمخرجه نبيل عيوش، والمشارك ضمن المسابقة الرسمية للنسخة الثلاثين لمهرجان الفيلم الفرنكوفوني لنامور.. وذلك بسبب امتلاء القاعة عن آخرها براغبين مغاربة في مشاهدة هذا العمل الفني الذي أثار ردود فعل متباينة بين قابل ورافض له، على اعتبار أن الأمر يتعلق بعرض رسمي للفيلم بعيدا عن أية لقطات أو أقراص مقرصنة أو لقطات مسربة على موقع "يوتوب".. فيلم "الزين اللي فيك" ، يطرح من حيث مضمونه مواضيع الدعارة والمثلية الجنسية والبيدوفيليا داخل فضاء زمني محدد ومسرح جرت فيه أحداث الشريط، وهما الليل بشكل عام ومدينة مراكش من خلال عدد من فضاءاتها المتنوعة بين المفتوحة (ساحة جامع الفنا) وأخرى مغلقة غلى غرار الملاهي والمقاهي والشقق.. ولأجل مقاربة موضوع الدعارة بمختلف أوجهها، اختار المخرج نبيل عيوش عينة من الفتيات اللواتي تمتهن هاته المهنة بسبب قساوة وضعياتهن الاجتماعية. ويتعلق الأمر بنهى وسكينة ورندة وحلمية، هؤلاء اللواتي يقطن تحت سقف شقة واحدة يتقاسمن فيها صعوبة الحياة وحكاياهن مع الزبناء وتفاصيل أخرى ذات صلة بما يجري ليلا لكل واحدة منهن.. والمواساة مع هاته الحكايا، تظهر شخصية "سعيد" ( يلعب الدور عبد الله ديدان ) وهو السائق الذي لا تتخلص مهمته في السياقة، بل في العناية بالشابات الأربعة وحمايتهن من الأخطار الخارجية التي قد تهدد أية واحدة منهن. وبالموازاة مع عرض واقع يوم بطلات فيلم نبيل عيوش، فإن الأخير عمد إلى الكشف عن بعض جوانب حياتهن الأسرية من خلال توضيح أسرة البطلة "نهى" وحلم "رندة" بالهجرة إلى إسبانيا حيث يقيم والدها هناك منذ سنوات في الوقت الذي لا تتوفر لديها حتى بطاقة التعريف الوطنية.. فيما فرت "حكيمة من الدوار خوفا من ذيوع خبر حملها غير الشرعي.. وبالموازاة مع مطاردة و ابتزاز رجال الشرطة وليالي ماجنة مع الزبناء ومحاولة بعضهم، ينتقل المخرج لتوضيح بعض تفاصيل العلاقة التي تربط بطلات فيلمه والتي تجمع بين المحبة والعطف والحنان والقسوة أيضا، مع تمسكهن ببعضهن البعض في مختلف الظروف التي يجتزنها. ولحكاية قصة فيلمه "الزين اللي فيك"، لم يعتمد نبيل عيوش على سيناريو متراص البناء بقدر اعتماده على مشاهد صادمة طويلة من حيث مدتها الزمنية، كشف من خلالها تفاصيل حميمية العلاقة الجنسية لبطلات فيلمه في مختلف الأوضاع والأشكال. وهو ما كان من الممكن تجاوزه، بتقليص المدة الزمنية لهاته اللقطات التي جاوزت حد الجرأة إلى الاستفزاز المجاني البعيد عن أية فنية أو ابهار سينمائي، كما يقول بعض منتقديه. وفي سياق الحديث دوما عن فيلم "الزين اللي فيك"، يجدر بالذكر أنه سيعرض جماهيريا في مختلف القاعات السينمائية البلجيكية بعد أسبوعين. إكرام زايد مبعوثة "الأحداث المغربية" و "أحداث أنفو" إلى نامور