مرض التصلب المتعدد من الأمراض التي لا يوجد لها علاج دائم. إلا أن المصابات بهذا المرض يمكنهن الحمل والإنجاب دون مشكلات. ففترة الحمل تعد حماية طبيعية لهن، لكن يجب متابعة الحمل تحت رعاية طبية خاصة. التصلب اللويحي المتعدد هو مرض ينتج نتيجة خلل في المناعة ويتسبب في التهاب الأعصاب ويؤدي إلى بطء في الإدراك وتعثر في النطق وأحيانا تشوش في الرؤية وربما فقدان بسيط للذاكرة وضعف في التركيز. ويحدث هذا المرض نتيجة قيام جهاز المناعة في الجسم بمهاجمة الأنسجة المحيطة بالأعصاب في مناطق مختلفة بالجسم وبالتالي يؤثر على نقل الإشارات العصبية وإحداث خلل بها تكون نتيجته ظهور الأعراض السابق ذكرها. ورغم نجاح الأطباء في تفسير كيفية حدوث المرض إلا أنهم لم ينجحوا حتى الآن في اكتشاف علاج نهائي له كما لا يمكن معرفة الأسباب التي تؤدي إلى حدوثه. ويشكل هذا المرض تحديا كبيرا لاسيما للنساء الراغبات في الإنجاب، لكن الخبر الجيد هو أن المرأة المصابة بهذا المرض يمكنها الحمل والإنجاب بشكل طبيعي إذا حرصت على مراعاة بعض الأمور وعلى رأسها المتابعة الدقيقة مع الطبيب المختص. ولا يسبب مرض التصلب المتعدد مشكلات في الحمل، إذ لا يتسبب في زيادة احتمالات الإجهاض أو الولادة المبكرة، كما يوضح طبيب الأعصاب الألماني فولفغانغ شتاينكه، ل DW. الحمل.. حماية طبيعية وتشهد أبحاث الأدوية تطورا ملحوظا فيما يخص علاج المرض، فرغم عدم وجود علاج نهائي إلا أن الفترة الأخيرة شهدت أربعة أدوية جديدة فعالة، يتم تناولها عن طريق الفم وليس الحقن كما كان في الماضي وتعمل على حماية الخلايا المحيطة بالأعصاب من هجمات جهاز المناعة. وتشير الإحصائيات إلى أن ثلث المصابين بالمرض تقريبا يمكنهم عيش حياتهم بشكل طبيعي. أما بالنسبة للمرأة الحامل فلا يمكنها تناول الأدوية بالطبع أثناء الحمل، لكن الحمل نفسه يشكل حماية للمريضة لأنه يوقف ظهور أعراض المرض إلا في حالات نادرة جدا، لذا فإنها تكون في أفضل حالاتها خلال أشهر الحمل. ويجب أن تخضع المريضة المصابة بالتصلب المتعدد لمتابعة دقيقة خلال الحمل وبعد الولادة، إذ أن انتهاء الحمل يعني زيادة فرصة تجدد الهجمات، لذا يجب أن تبدأ في تعاطي الأدوية التي تساعد على حماية الأعصاب بمجرد الوضع.