«لا تحالف مع نقيب سابق» هو الشعار الذي يرفعه عدد من المحامين بالدارالبيضاء. التنافس اشتد بين المتنافسين أياما قليلة قبل حلول موعد الإنتخابات المهنية لاختيار نقيب جديد للهيئة يوم الخميس والجمعة المقلبين ليخلف النقيب الحالي عبد اللطيف بوعشرين. اتهامات واتهامات متبادلة بين المترشحين لأول مرة ونقباء سابقين. البعض اختار الدخول في مواجهة مباشرة مع النقيب عبد الله درميش الذي يحاول كل جهده العودة للمرة الرابعة ليترأس أكبر هيئة بالمغرب والتي تضم حوالي 3500 محامي ممارس . في حين أختار آخرون القيام بحملة عن طريق برامج وأفكار جديدة واللجوء لكل أشكال التواصل العصري مع زملاء المهنة. السهام هذه المرة موجهة ضد عبد الله درميش النقيب السابق والممارس الفعلي لمهام النقيب بعد غياب النقيب الحالي بسبب رحلة علاج بالديار الفرنسية. الصراع يقوده مرشحين أساسيين لرئاسة الهيئة وهما كل من عمر ودرا وجلال الطاهر، فهذا الأخير يعتبر أن النقيب درميش أخلف الوعد معه في الفترة السابقة وسانده حينها كل من جلال الطاهر والشهبي وكرم لكن بشرط أن يسانده في الفترة الموالية ويساند الشهبي في رئاسة جمعية المحامين بالمغرب، لكن النقيب حسب مصدر من الهيئة أخلف الوعد وساند تلميذه عمر ودرا في الإنتخابات السابقة، وقال لهم إن «من ساندهم في الإنتخابات السابقة هم محامو العدالة والتنمية والأمازيغيين وأن تلميذه هو الأقرب إليه». كل ذلك جعل النقيب السابق ولثلاث ولايات أمام فوهة مدفع زملائه، وهاجموه، بل يتهمونه برفض إجراء تدقيق مالية الهيئة التي يشكون في أوجه صرفها. وانضم إليهم أيضا المحامي عمر ودرا مادام درميش لن يسانده هذه المرة بل سيكون منافسا له، لكن تلك الإتهامات رفض النقيب درميش الرد عنها في اتصال هاتفي به أمس وقال «أرفض الرد ولا يمكن لي أنزل إلى مستوى الآخرين». مساء الجمعة الآخير عقد النقباء الثمانية المتنافسين مناظرة بفندق وسط الدارالبيضاء بحضور جميع المرشحين الذين اقتسموا مصاريفها، ونقلت المناظرة مباشرة على الفيسبوك. كل مرشح قدم برنامجه. بعض من المرشحين نأئ بنفسه عن الصراع بين بعض المرشحين، من بينهم المحامي همالي الذي قال « إني أتمسك بتقاليد وأعراف المهنة وقررت الدخول في حملة دون خدش أي زميل أو المس به»، وأضاف أنه «أرسل برنامجه وهو عبارة عن كتيب لأغلب أعضاء الهيئة عبر الأنترنيت واستعان بشركة اتصالات لتتكلف بارسال رسائل عبر الهاتف لهم يومه الإثنين وعشية يوم الإقتراع، وهي الحملة التي لم تكلفه سوى مبلغ 11 ألف درهما« واصفا إياها ب«أقل ميزانية من بين كل الميزاينات التي خصصها المترشحون لحملتهم». جلال الطاهر أحد المترشحين لمنصب النقيب أكد أن شعار الإنتخابات الحالية هو «إرحل» و«لا تحالف مع نقيب سابق» في إشار لرفضه إعادة ترشيح النقيب درميش للمرة الرابعة، وقال بالحرف «إنه لا يمكن أن يعيد ترشيحه، وأنه لابد من التناوب في تحمل المسؤولية، مضيفا أن «هناك وعودا للتحالف بين مرشحين لم يسبق لهم أن انتخبوا لمنصب النقيب». وأضاف جلال الطاهر في اتصال هاتفي «نحن نعيش زمن التغيير والثورات، ولابد للنقباء أن يحدو حدو الآخرين في هيئات أخرى وأن لا يترشحوا لولاية ثانية، ذلك ما حدث كما قال في مراكش وفي تازة وفي فاس أيضا.. فيما عدم ترشيح نقيب سابق اعتبر تقليدا دأبت عليه العاصمة الرباط». ووصف تمسك النقيب درميش بإعادة الترشيح وأنه لابديل إلا هو «بكونه احتقار للهيئة». الصراع سيحتدم في الأيام الأخيرة للحملة، فالمترشح العربي الشنتوفي فضل التحالف مع مكونات حركة 20 فبراير من اسلاميي العدل والإحسان ومنتمين إلى تيارات يسارية وبعض المستقلين» ولم مالم يؤكده أو ينفيه القيادي في حزب الطليعة الديمقراطي الإشتراكي والذي لم نتمكن من الإتصال به في هاتفه النقال صبيحة أمس. كل ذلك سيزيد من سخونة الإقتراع وصعوبة ظفر مرشح بالأغلبية، وجعل من الصعب أن يتم التكهن بنتيجة الإقتراع. انتخابات المقبل سيشارك فيها ثمانية مرشحين هم كل من العربي الشنتوفي وعمر ودرا وعبد الإله أبو عباد الله وعبد الله الهمالي وجلال الطاهر وثلاث نقباء سابقين هم عبد الله درميش والطاهر موفق وميلود بطاش، فيما النقيب الحالي لن يدخل دائرة التنافس ليس فقط لمرضه بل لأن القانون الداخلي للهيئة يمنع عنه الترشيح لولايتين متتاليتين.