تستضيف مدينة الرباط خلال نهاية الأسبوع الجاري، اجتماعا لنحو 300 فتاة من 140 دولة، في إطار الملتقى الثاني للشباب، وذلك في أفق بلورة توصيات يتم توجيهها إلى قمة الأممالمتحدة لاعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015. وأكد مصطفى دنيال، المدير التنفيذي للمرصد الوطني لحقوق الطفل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش افتتاح الملتقى الثاني للشباب، الذي ينظمه المرصد بشراكة مع منظمة الأممالمتحدة ، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن "الفتيات اللواتي يمثلن مختلف دول العالم، سيعملن في ختام هذا اللقاء، على صياغة توصيات ملموسة يتم رفعها إلى قمة الأممالمتحدة لاعتماد أجندة التنمية لما بعد 2015، والتي تحتضنها نيويورك يومي 25 و26 شتنبر الجاري". وشدد دنيال، على أنه "يتعين اليوم على الفتيات التحلي بالثقة الكاملة في ذواتهن، وإسماع صوتهن، والتعبير عن آرائهن، والتفكير بشكل جماعي ومشترك في مختلف القضايا الحاسمة المتعلقة بهن، بهدف الاضطلاع بدورهن كرافعة للتنمية المستدامة"، مشيرا إلى أن الملتقى الذي ينعقد تحت رئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، يندرج في إطار استمرارية المسلسل الذي أطلقه المرصد الوطني لحقوق الطفل منذ انعقاد الملتقى الأول للشباب في طنجة سنة 2013، والجمعية العامة للشباب ، التي احتضنتها مراكش في نونبر 2014 ونظمت على غرار نموذج اجتماعات الأممالمتحدة. ويعكس هذا اللقاء، الذي يعد فضاء للفتيات القادمات من جهات العالم الأربعة، للتعبير عن أفكارهن، التزام المرصد الوطني لحقوق الطفل، باعتباره عضوا في مجموعة السياسات والاستراتيجيات لمشروع (عام 2015، العالم الذي نريد)، وذلك في إطار اتفاق الشراكة مع الأممالمتحدة. ويعتبر المرصد الوطني لحقوق الطفل، الذي تترأسه صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، أن الاعتراف بالفتيات باعتبارهن أهدافا ورافعات للتغيير، يعد اليوم المبتغى الرئيسي الذي يسعى الملتقى الثاني للشباب/ الجمعية العامة للفتيات، لتحقيقه وذلك على بعد أسبوعين فقط من انعقاد قمة الأممالمتحدة الهادفة إلى اعتماد جدول أعمال التنمية في مرحلة ما بعد 2015. وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء من المشاركات في الملتقى، فقد عبرت أنا براون، وهي شابة استرالية، تمثل جمعية الأممالمتحدة في جنوب إفريقيا، عن سعادتها "بالتواجد في المغرب، ومناقشة الإشكاليات المرتبطة بحقوق الفتيات، ولاسيما المساواة بين الجنسين، والحصول على تعليم من مستوى جيد". ومن جانبها، اعتبرت قمر، وهي طالبة مغربية شابة، أنها تتطلع من خلال مشاركتها في هذا الملتقى الذي ينعقد على مدى يومين، إلى مناقشة قضايا من قبيل الزواج المبكر للفتيات القاصرات، والمساواة بين الجنسين، واستقلالية الفتيات، وتطوير القدرات والكفاءات. ويتضمن برنامج الملتقى الثاني للشباب، والذي يتزامن مع الاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس المرصد الوطني لحقوق الطفل، ثلاثة محاور رئيسية، تشمل الجمعية العامة للفتيات والتي تنظم على غرار نموذج الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعرض التقدم الذي تم تحقيقه على مستوى الإستراتيجية الوطنية والانجازات التي تحققت في مجال حماية حقوق الأطفال والشباب، والماراطون العالمي للفتيات. ويندرج انعقاد الجمعية العامة للفتيات، في أعقاب تنظيم المرصد الوطني لحقوق الطفل للملتقى الإقليمي للرباط (يوليوز 2015) تحت شعار "الأطفال والشباب في أجندة التنمية لما بعد 2015″. كما يأتي هذا اللقاء في سياق المفاوضات الدولية التي شاركت فيها الحكومات ومنظمات المجتمع المدني.