دعا المشاركون في لقاء بالرباط حول «الأطفال والشباب في أجندة التنمية لما بعد 2015»، الذي اختتمت أشغاله مساء الاثنين، إلى حذف كافة أشكال التمييز في حق الفتيات الصغيرات. وأجمع المشاركون، في وثيقة حملت عنوان "إعلان الرباط"، الذي تمت المصادقة عليه في ختام هذا اللقاء، على إبراز ضرورة القضاء على ظاهرة الزواج المبكر للقاصرات ومكافحة استغلال الفتيات الصغيرات، خاصة العاملات المنزليات. كما طالبوا بتوفير الظروف الكفيلة بضمان مشاركة ناجعة للنساء في مسلسل اتخاذ القرار على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، مسجلين أهمية تشجيع المساواة بين الرجال والنساء ودعم السياسات والقوانين القائمة في المجال. وفي الإطار ذاته، دعا إعلان الرباط إلى تعزيز ولوج النساء إلى التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال. وفي سياق آخر، طالب المشاركون في هذا اللقاء بتوفير تعليم ذي جودة للأطفال وتشجيع حس الإبداع والابتكار المنتج لديهم، وضمان المساواة في الحظوظ بالنسبة للأطفال والشباب في الولوج إلى الخدمات الثقافية والفنية. وبخصوص فئة الساكنة ما بين 16 و23 سنة، أوصى المشاركون بإدراج الدراسات المخصصة لهذه الفئة ضمن مؤشرات التنمية المستدامة ومنحها فرصة المساهمة في تنمية المجتمع بهدف تحقيق الأهداف المقترحة في إطار أجندة التنمية لما بعد 2015. كما أبرزوا ضرورة تسهيل ولوج هذه الفئة لعلاجات الصحة النفسية والعقلية، داعين إلى ملاءمة القوانين المخصصة للأطفال والشباب ضمن التشريعات الدولية في المجال. من جانب آخر، أبرز المتدخلون خلال هذا اللقاء الحاجة إلى تعبئة موارد التمويل الضرورية لإنجاز أهداف أجندة التنمية لما بعد 2015 وتعزيز التعاون شمال- جنوب وجنوب- جنوب خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار. ويندرج ملتقى الرباط حول «الأطفال والشباب في أجندة التنمية لما بعد 2015»، الذي نظمه المرصد الوطني لحقوق الطفل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ورئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، بشراكة مع الأممالمتحدة، في سياق المفاوضات الدولية الجارية بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني الرامية إلى التوصل، قبل مؤتمر القمة العالمية حول أجندة التنمية المستدامة في شتنبر القادم بنيويورك، إلى برنامج طموح يقوم على نهج حقوق الإنسان ويتضمن الأهداف الجديدة للتنمية المستدامة لفترة ما بعد 2015 على شكل التزامات محددة لتحسين حياة الشعوب وحماية كوكب الأرض للأجيال القادمة. وعرف الملتقى الإقليمي مشاركة ممثلي شباب وأطفال وجمعيات وطنية وعربية وإفريقية وأعضاء لجنة الأممالمتحدة المكلفة بإعداد أهداف التنمية لما بعد 2015، فضلا عن خبراء وطنيين ودوليين وأعضاء المرصد الوطني لحقوق الطفل وكذا مجموعة من الأطفال والشباب. وشكل اللقاء، المنظم على مدى يومين، فرصة بالنسبة لشباب المنطقة لإسماع أصواتهم والتعبير عن آرائهم والتفكير سوية في قضايا حاسمة بالنسبة لمستقبل الإنسانية. وتمحورت النقاشات حول العديد من المحاور المتعلقة على الخصوص بأجندة التنمية لما بعد 2015 والتحديات الجديدة المرتبطة بالنهوض بحقوق الأطفال والشباب خاصة في ما يتعلق بالفتاة الصغيرة في تفعيل الأجندة المستقبلية للتنمية وتعبئة الموارد ومقاربة التمويل لإنجاز أجندة التنمية لما بعد 2015، وكذا الساكنة ما بين 16 و23 سنة، وأولويات الحماية القانونية والاجتماعية في مواجهة المخاطر الجديدة، خاصة التفاوت في الولوج إلى المعرفة والصحة العقلية والأمن الإنساني.