يعكف أصحاب القرار ومنظمات غير حكومية في لاهاي على رصد الحصيلة في مجال حقوق الإنسان على مدى أربعة أيام وذلك بعد 20 سنة من مؤتمر القاهرة الدولي للسكان والتنمية المنعقد سنة 1994، الذي وضع حقوق الإنسان في صلب الجهود الرامية لتحسين عيش الجميع وضمان التنمية المستدامة، ويلتقي هؤلاء، بمن فيهم ممثلو الشباب وخبراء ومدافعو حقوق الإنسان ووكالات أممية، ابتداء من مساء أول أمس الأحد وعلى مدى أربعة أيام، بمناسبة المؤتمر الموضوعاتي الدولي حول حقوق الإنسان، الذي يندرج في إطار "المراجعة الشاملة للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية ما وراء 2014". ويشارك المغرب في المؤتمر، الذي تنظمه الحكومة الهولندية، بشراكة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان ومكتب المفوضية السامية الأممية لحقوق الإنسان، ممثلا بالمندوب الوزاري لحقوق الإنسان، المحجوب الهيبة. وكان المغرب انخرط في مخطط عمل المؤتمر، الذي حدد عدة أهداف تتعلق بالصحة الإنجابية والتربية والمساواة بين الجنسين، وسيتطرق لتطورات حقوق الإنسان، خلال 20 سنة الماضية، والنجاحات والدروس المستقاة مع جرد للاختلالات والتحديات المستقبلية، لضمان أن تواصل "أجندة المؤتمر الدولي للسكان والتنمية ما وراء 2014، وبشكل أعم أجندة التنمية بعد 2015، تكريس حقوق الإنسان بعيدا عن أي تمييز". وغير برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، حسب المنظمين، جوهريا مقاربة قضايا السكان ووضع حقوق الإنسان في صلب الجهود الرامية لتحسين جودة عيش الجميع وتحقيق نمو اقتصادي وتنمية مستدامة. وعلى مستوى الإنجازات، هناك إشادة بالتأكيد المتجدد على البرنامج وإجراءات تطبيقه في مناسبات عدة، خلال القمم والمؤتمرات الأممية الكبرى، في حين أن المزيد من البلدان يعتمد مقاربة للتنمية أساسها حقوق الإنسان. وأبرز المنظمون أنه رغم ما تحقق للحد من وفيات الأمهات والتمييز ضد النساء وانتهاك حقهن في الحياة والصحة، ماتزال هناك تحديات عديدة بالنسبة لمختلف الفئات (النساء والفتيات والشباب والأشخاص المسنين). ويعد مؤتمر لاهاي مناسبة للتركيز على الالتزامات الخاصة بحقوق الإنسان في برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية من أجل فهم أفضل لهذا البعد، وتقديم مساهمات جديدة وآفاق وتحاليل نوعية تفيد في الجانب العملي لأشغال المؤتمر. وستنصب خلاصات المؤتمر حول إمكانيات تعزيز التفاعل بين حقوق الإنسان وتفعيل برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية. وكان برنامج العمل الممتد لعشرين سنة حدد ثلاثة أهداف أساسية تتمثل في تقليص وفيات الأطفال والأمهات، والولوج العالمي للتربية (خاصة بالنسبة الفتيات)، والولوج الكوني للعلاجات في مجال الصحة الإنجابية قبل 2015.(و م ع)