لميدلت في قلوب البيجيديين مكانة خاصة.. فهي المدينة التي اختارها الملك محمد السادس، يوم 29 نونبر 2011، لاستقبال عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، من أجل تعيينه أول رئيس للحكومة في ظل الدستور الجديد. لكنها أيضا هي المدينة التي تم فيها تمريغ اسم البيجيدي في قضية فساد لا زال شبحها يطارد الحزب حتى حدود اليوم، و ذاك حين تم ضبط رئيس المجلس البلدي للمدينة محمد حنيني، الذي كان يشغل وقتها مهام الكاتب الإقليمي للحزب ذي المرجعية الإسلامية، و هو يتلقى رشاوي، من "مول سويرتي" لتسهيل صفقة عمومية، في قضية انتهت بالحكم على القيادي بالحزب بالحبس ثمانية أشهر نافذة، و انتهت معها، على نحو درامي، تجربة كان البيجيديون، آنذاك، يراهنون على تقديمها كنموذج يمثل نزاهة منتخبي الحزب و نجاحهم في تسيير الجماعات المحلية. من أجل ذلك كله، و من أجل هذا التاريخ بحلوه و مُرِّه، يبدو إخوان ابن كيران، اليوم، مستعدين للتحالف مع الشيطان نفسه من أجل ضمان العودة إلى سدة الحكم بعاصمة التفاح… و لتحقيق هذا الهدف، باشر إخوان ابن كيران، بميدلت، و فور الإعلان عن نتائج اقتراع الرابع من شتنبر، مفاوضات مع رفاق إلياس العماري، سرعان ما أفضت إلى تشكيل تحالف يضمن لعبد العزيز الفضيلي وكيل لائحة المصباح، رئاسة المجلس البلدي، حسب مصادر مطلعة، كشفت أن التحالف يضم كذلك مستشارين عن كل من التجمع الوطني للأحرار و حزب التقدم و الاشتراكية، اتفقوا جميعا على قطع الطريق على الاستقلالي رشيد عدنان رئيس المجلس المنتهية ولايته، و بالتالي حرمانه من العودة إلى تسيير البلدية، رغم تصدر لائحة الميزان نتائج الانتخابات الجماعية بحصدها لما مجموعه اثنى عشرا مقعدا من أصل الأربعة و ثلاثين مقعد التي يتكون منها المجلس الحضري لميدلت. محمد فكراوي