أكد الخبير في قضايا الساحل والصحراء، عبد الفتاح الفاتحي، أن النسب المرتفعة للمشاركة في انتخابات الرابع من شتنبر الجاري لأبناء جهة الداخلة وادي الذهب تؤكد مدى حرصهم على الانخراط الفعلي لتدبير شؤونهم السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، في إطار الجهوية المتقدمة التي أصبحت واقعا ملموسا بعد التنصيص عليها في دستور 2011. وقال السيد الفاتحي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس سيكون بإمكانه الاطلاع، عن قرب، على نسبة مشاركة سكان الصحراء في هذه الاستحقاقات الانتخابية، وسيكون أمام أدلة دامغة عن إيمان الصحراويين بالتوجه نحو المستقبل بعيدا عن المناورات السياسية المفصولة عن روح الواقع. وشدد الخبير في قضايا الساحل والصحراء على أن الأجواء الشفافة والسليمة التي مرت فيها العملية الانتخابية، منذ بدايتها إلى نهايتها، تؤكد على النضج السياسي للممارسة الديمقراطية في سلوك الساكنة، على الرغم من أجواء التنافس الانتخابي بين لوائح الأحزاب السياسية، ما يؤشر على حجم الأمن والاستقرار وسيادة الضوابط القانونية والالتزام بها تقديسا للمصلحة العامة للوطن. كما أكد السيد الفاتحي أن ساكنة جهة وادي الذهب الكويرة، وهي تسجل أعلى نسبة في المشاركة السياسية على المستوى الوطني، تؤكد وفاءها لقيم الوحدة الترابية وتواصل المضي إلى الأمام في اندماجهما في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الوطنية. ولأن نسبة المشاركة السياسية ترتفع بعد كل عملية انتخابية، يؤكد الخبير، فإن ذلك يدل على الاقتناع المتواصل برؤية الدولة في منحها المسؤولية الفعلية والعملية للسكان الصحراء لتدبير شؤونهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بأنفسهم، طالما هم مقتنعون بأن الإصلاح السياسي المتدرج يبقى أحسن الخيارات للانتقال نحو جهوية نموذجية جد متقدمة، بعدما تمت دسترتها والالتزام بمنحها الأسبقية في كل شيء لتكون نموذجية بكل المقاييس مقارنة بباقي جهات المملكة. وقال الخبير في قضايا الساحل والصحراء إن الانتخابات الحالية تبرز الرغبة الأكيدة لسكان الأقاليم الجنوبية في التوجه نحو المستقبل بالاعتماد على قدراتهم الذاتية، وما تفاعلهم بنسبة عالية في الانتخابات المحلية والجهوية إلا تعبير واقعي عن هذا الهدف الأسمى.