شهدت الليجا الإسبانية على مدار سوق الانتقالات الصيفية المنصرم العديد من الصفقات، أبرزها انضمام المهاجم الكولومبي جاكسون مارتينيز لأتلتيكو مدريد ورحيل أردا توران إلى برشلونة وعودة فرناندو يورينتي إلى إسبانيا، وتحديدا إلى إشبيلية. وانتهت فترة الانتقالات دون تحديد واضح لمصير الحارس الإسباني ديفيد دي خيا الطامح للانتقال إلى صفوف ريال مدريد قادما من مانشستر يونايتد الإنجليزي، بعدما أثير عن وصول وثائق الصفقة إلى رابطة الدوري الإسباني بعد انتصاف الليل بدقيقة. وخلال الميركاتو الصيفي كانت الصفقات التي أبرمها برشلونة، حامل لقب الليجا والمتوج بكأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا، معدودة، حيث تعاقد مع التركي توران قادما من أتلتيكو، وظهير إشبيلية أليكس فيدال، دون أن يتمكن من الاستفادة فعليا من هاتين الصفقتين حتى مطلع يناير/كانون ثان المقبل، بموجب العقوبة التي فرضها عليه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وفي المقابل، سمح البرسا برحيل اثنين فقط من نجوم الصف الأول، هما تشافي هرنانديز الذي شد الرحال إلى السد القطري، والمهاجم بدرو روديجيز، الذي ذهب إلى تشيلسي الإنجليزي بقيادة جوزيه مورينيو بحثا عن المشاركة بصورة أكبر، بعد أن لازم مقاعد البدلاء لفترات طويلة في ظل تألق ثلاثي هجوم البرسا: ليونيل ميسي ولويس سواريز ونيمار. وقال بدرو، الذي توج مع البرسا بثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا وخمسة في الليجا، "أتمنى أن أشعر مجددا بأهميتي في فريق. كنت أود الاعتزال في هذا النادي ولكن الظروف كما يعرفها الجميع، أقدمت على مخاطرة بالرحيل إلى ناد آخر". وبالنسبة لريال مدريد، وصيف الليجا الموسم الماضي، فكان هذا الصيف ميركاتو توديع النجوم، فقد رحل عن الميرينجي الحارس إيكر كاسياس الذي شد الرحال إلى بورتو البرتغالي بقيادة المدرب الإسباني جولين لوبيتيجي. وأكد كاسياس، في خطاب وداع مؤثر ومقتضب أدلى به في 12 يوليو/تموز الماضي: "بعد 25 عاما دافعت خلالها عن درع النادي الأعظم في العالم، جاء يوم عصيب في مسيرتي الرياضية: توديع المؤسسة التي منحتني كل شيء". وعاد إلى الريال خلال الفترة الماضية عدد من لاعبيه مثل لوكاس ألفاريز وكيكو كاسيا (اسبانيول) وكاسيميرو (بورتو البرتغال) وماركو أسينسيو قبل أن يعار من جديد إلى إسبانيول، فضلا عن انضمام الكرواتي ماتيو كوفاسيتش قادما من إنتر ميلانو الإيطالي. ولكن الصفقة الأبرز للنادي الملكي اختنقت في اللحظات الأخيرة من الميركاتو الصيفي لحين تحديد مصيرها، بتعاقده مع الحارس دي خيا، قادما من مانشستر يونايتد الإنجليزي، بعد مفاوضات ماراثونية، انتهت بعد ثوان من انقضاء فترة الانتقالات ليبقى مستقبل اللاعب في الهواء. بينما كان أتلتيكو مدريد أحد الأندية الأكثر استثمارا في سوق الانتقالات الصيفية، مستفيدا من رحيل بعض من لاعبيه مقابل مبالغ مالية ضخمة. فتبرز من بين الصفقات التي أبرمها أتلتيكو المهاجم جاكسون مارتينيز قادما من بورتو البرتغالي والمهاجم لوسيانو فييتو (فياريال) والجناح البلجيكي يانيك كاراسكو (موناكو) والمدافع فيليبي لويس (تشيلسي) وعودة أوليفر توريس. هذا فضلا عن مشاركة الأرجنتيني أنخل كوريا للمرة الأولى مع الفريق بعد تعافيه من الإصابة التي حرمته من المشاركة مع "الروخيبلانكوس" خلال الموسم الماضي، وسينضم إلى صفوفه بعد مونديال الأندية لاعب الوسط الارجنتيني ماتياس كرانيفيتر. ورحل عن صفوف أتلتيكو لاعبون كان لهم دور محوري في الفريق، بينهم توران الذي انتقل إلى صفوف برشلونة والبرازيلي جواو ميراندا الذي شد الرحال إلى إنتر ميلانو ولاعب الوسط ماريو سواريز الذي انتقل إلى فيورنتينا والمهاجم الكرواتي ماريو ماندزوكيتش إلى يوفنتوس الإسطالي ولاعب الوسط راؤول جارسيا إلى أثلتيك بلباو. وبجوار أتلتيكو، كان إشبيلية أحد الأندية التي أبرمت صفقات عديدة خلال الميركاتو الصيفي، في موسم يعود فيه للمشاركة في دوري أبطال أوروبا، أبرزها ضم فرناندو يورينتي قادما من يوفنتوس الإيطالي. كما انضم إلى الفريق كل من الأوكراني يفهين كونوبليانكا قادما من دنيبرو، والمهاجم الإيطالي تشيرو إيموبيلي القادم إلى الفريق الأندلسي على سبيل الإعارة من بروسيا دورتموند الألماني لتعويض غياب الكولومبي كارلوس باكا الذي شد الرحال إلى ميلان. ولم يكن يورينتي هو "الابن الضال" الوحيد الذي يعود إلى الليجا، حيث قام فالنسيا بشراء ألفارو نجريدو بموجب بند جاء في عقد إعارته إلى (الخفافيش) قادما من مانشستر سيتي الإنجليزي في الموسم الماضي، وكذلك الحال بالنسبة لزميله رودريجو مورينو، لاعب بنفيكا السابق. كما ينطبق الأمر على روبرتو سولدادو الذي عاد إلى إسبانيا قادما من توتنهام الإنجليزي لينضم إلى فياريال، الفريق الذي أعاد أدريان لوبيز إلى دياره، حتى ولو كان ذلك على سبيل الإعارة من بورتو البرتغالي. وريال بيتيس الصاعد حديثا إلى دوري الدرجة الأولى هو الآخر لم يخرج خالي الوفاض من الميركاتو، حيث ضم الهولندي رافائيل فان دير فارت خلال موسم انتقالات أبرم فيه غرناطة 16 صفقة، وأيبار وديبورتيفو (14 صفقة لكل منهما) في محاولة لتجنب الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.