تجري أطوار الحملة الانتخابية بالجهة الشرقية، منذ انطلاقتها في 22 غشت، وسط تنافس محتدم بين اللوائح المرشحة على الظفر بأصوات الناخبين يوم 4 شتنبر، ومن المرتقب أن تزداد حرارة هذه الحملة مع اقتراب يوم التصويت. ويسعى المرشحون إلى إقناع الهيئة الناخبة التي لا تزال مترددة في اتخاذ قرار التصويت، مع الحفاظ على تماسك كتلة المؤيدين، ما يؤكد أن الأيام المقبلة ستزيد من حدة التنافس الانتخابي. واعتمدت حملات المرشحين، في سعيها إلى استقطاب أصوات ناخبي الجهة، وسائل تقليدية متداولة في مثل هذه الاستحقاقات، من قبيل توزيع المطويات التي تعرف بالمرشحين وتعليق صورهم في الأماكن التي تعرف أنشطة مكثفة، والاتصال المباشر بالساكنة. وتم تسجيل نزوع متزايد نحو توظيف الوسائل التواصلية الحديثة، من قبيل شبكات التواصل الاجتماعي، بينما لجأت لوائح مرشحة إلى خدمات مواقع إلكترونية أو أحدثت مواقع لهذا الغرض. وتجوب أحياء المدن والقرى بالجهة الشرقية سيارات تحمل صور مرشحين لاستحقاق 4 شتنبر، فيما يفضل آخرون التواصل المباشر مع الناخبين، معتمدين على مؤيديهم في الأحياء لتيسير عملية التواصل. ويثار النقاش، في هذه اللقاءات، حول البرامج الانتخابية للأحزاب المتنافسة، بين من يؤيد التصويت للأسماء التي يعتبر أنها راكمت خبرة في تسيير مجالس محلية منتخبة، ومن يرى أنه لا بد من إفساح المجال لبروز نخب محلية جديدة. وتتباين آراء المواطنين بشأن سير الحملة الانتخابية، إذ يعتبر بعضهم أنها تركز على "شخص" المرشح، مع تغييب البرنامج الانتخابي الذي لا يخرج عن دائرة العموميات، دون أن يلتزم بجدولة زمنية لتحقيق وعوده، فيما يرى آخرون أن ثمة تطورا كبيرا حصل على هذا المستوى، حيث بات التصويت مقترنا باللائحة وبالبرنامج الذي تقترحه على المواطنين. ويبدو أن اللوائح المتنافسة تراهن على الربع ساعة الأخير من عمر الحملة الانتخابية لإقناع الناخبين ببرامجها الانتخابية، كما انه من المتوقع أن تشهد مدن الجهة، لقاءات جماهيرية كبيرة للمرشحين، وأن تزداد وتيرة اللقاءات الفردية المباشرة في الأحياء والشوارع والأسواق. غير أن ما يجمع عليه المراقبون ويجد له صدى لدى الساكنة بالجهة الشرقية أن لهذه الاستحقاقات الانتخابية دور كبير في إفراز نخب قادرة على مواصلة الانخراط في المشروع التنموي الوطني، والنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين بهذه الربوع.