الداخليات التابعة للكثير من الإعداديات والثانويات، لم تعد تتسع إلا لعينة محدودة لتلاميذ وتلميذات المناطق القروية والنائية بإقليم تاونات. اكتظاظ وخصاص في الكثير من المرافق التربوية والصحية، حيث يصل الاكتظاظ في بعض المؤسسات إلى حد لا يطاق، خاصة بداخليات مؤسسات الإمام الشطيبي والوحدة وبن خلدون والمنصور الذهبي... نيابة التربية الوطنية بتاونات تقر بوجود هذا الاكتظاظ في مختلف الداخليات التي تعاني أيضا من خصاص في الأعوان الذي لا يتعدى عددهم خمسة إلى ستة أعوان في المؤسسة الواحدة، وكذا الخصاص في التجهيزات الأساسية في المطاعم التابعة لها والأفرشة والأغطية والنظافة اللازمة، فضلا عن هزالة الوجبات الغذائية المقدمة. مصادر تربوية بالإقليم تؤكد أن ما تأويه الداخليات حاليا من نزلاء ونزيلات يفوق طاقتها الاستيعابية يالضعف أو الضعفين، كما هو الحال بالنسبة لداخلية ثانوية الإمام الشطيبي وداخلية ثانوية ابن خلدون في قرية با محمد وداخلية ثانوية الوحدة بالورتزاغ وداخلية ثانوية المنصور الذهبي بتيسة وداخليات مولاي رشيد ببني وليد والمسيرة وأنوال بظهر السوق. الأمر لا يقتصر فقط على مشكل الاكتظاظ، بل أن أوضاع الأجنحة الداخلية بالمؤسسات التربوية بالإقليم تدعو إلى القلق، بالنظر للخصاص البين في التغذية والتجهيزات وغياب الأمن. مصادر تربوية أشارت إلى وقوف لجنة من النيابة الإقليمية للتربية والتكوين على جملة من مشاكل الإيواء السيئة وغير الملائمة للتحصيل الدراسي السليم ببعض الداخليات، وأوضحت أنه تم خلال عمليات التفقد «العثور على بعض الأسرة الجديدة التي لم تستغل وتلاشت بفعل الرطوبة، وعلى بعض الكراسي والطاولات في حالة جيدة لكن لم يتم استعمالها». وتحدثت المصادر نفسها عن «انعدام وقلة وسائل النظافة بالداخليات وغياب الحراس الليليين أثناء فترة المطالعة». وأكدت أن «بعض الأجهزة والنوافذ تعرضت في وقت سابق إلى الاهتراء والتلاشي وتهشم زجاجها وظلت على حالها»، مسجلة «انعدام الإنارة في بعض غرف النوم والمراحيض وقاعات المطالعة والممرات الرابط بين أقسام التدريس والجناح الداخلي». نزيلات بالقسم الداخلي بإعدادية المسيرة تحدثن عن أن «وجبات التغذية عرفت أثناء حلول لجنة من النيابة، تحسنا على مستوى الجودة، لكنها سرعان ما تدنت مباشرة بعد مغادرة اللجنة»، وأضفن أن «أغلب المواد المسلمة سينتهي صلاحيتها قريبا مما سيعرضها للضياع». عريضة احتجاجية أخرى من نزيلات ثانوية الشطيبي أكدت على أن «هناك انعداما للنظافة إلى حدود وجود فئران في كل مرافق القسم الداخلي بما في ذلك المطبخ والمطعم». وقد سبق للجنة مشكلة من السلطة المحلية وأطر من النيابة الإقليمية وممثلين عن الصحة والتعاون الوطني، أن زارت بعض الداخليات بالإقليم، ووقفت على كون «الكثير من المستفيدات يضطررن إلى جلب الأغطية والوسادات من منازلهن أمام الخصاص الموجود في الأسرة والأفرشة والأغطية». واتضح للجنة «وجود نقص في القيمة الغذائية للوجبات المقدمة»، كما فوجئ أعضاء اللجنة عند زيارتهم لمستودعات المواد الغذائية «بوجود كمية هائلة من مواد غذائية انتهت صلاحية استهلاكها أو فقدت جودتها، في المقابل توجد بالمستودعات كميات لا بأس بها من المواد الغذائية كالقطاني والأرز والمصبرات والحليب المجفف ومواد التطهير والنظافة وكمية هائلة من المشروبات الغازية، إلا أنها لا تستهلك. محضر زيارة اللجنة نبه إلى «افتقار مطاعم بعض الداخليات للكؤوس والمعالق والسكاكين الكافية»، وكون «مستفيدات بعدد من الداخليات هن اللواتي يحضرنها خلال الوجبات»، من جهة أخرى سجل المحضر كون «سقوف بعض البنايات وجدرانها تبدو عليها علامة الهشاشة والتصدع، وقاعات ومرافق أخرى لم تعد صالحة للاستعمال، وأن هناك ضرورة لتعويضها قبل أن يقع ما لا يحمد عقباه». محمد الزوهري