هل هي رصاصة الرحمة في طريقها نحو الكتلة الديمقراطية؟ . ذلك ما بدأت تتناسل المؤشرات بشأنه بعد فوز العدالة والتنمية وتكليف أمينها العام عبد الإله بنكيران بتشكيل الحكومة القادمة. فعكس حليفه «الاستراتيجي» الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي يسير الاتجاه العام به نحو العودة إلى المعارضة ورفض عرض عبد الإله بنكيران المشاركة في الحكومة المقبلة، اتخذت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال قرارا بالإجماع يقضي بالاصطفاف إلى جانب العدالة والتنمية. «قررنا المشاركة لكن قبل ذلك هناك شرطان» يصرح ل«الأحداث المغربية» قيادي استقلالي حضر الاجتماع، مؤكدا أن اللجنة تشترط قبل ذلك توحيد «الرؤى» على صعيد البرنامج ولكن أيضا و«هذا هو الأهم» على مستوى الأحزاب المشاركة، حيث يرغب حزب الاستقلال في استبعاد أحزاب «التحالف من أجل الديمقراطية» بما في ذلك حزبي الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري. مبرر هذا الموقف حسب القيادي الاستقلالي هو خلق تشكيلة حكومية متجانسة قادرة على تحقيق «النقلة النوعية» للمغرب في هذا المرحلة الدقيقة، مبرزا أن ذلك لايمكن أن تقوم به إلا أحزاب تملك قراراتها. موقف من شأنه أن يضع العصا في عجلة حزب العدالة والتنمية الباحث عن تحالفات من أجل تشكيل الفريق الحكومي. فماذا لو أسفر اجتماع المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يوم الأحد عن قرار بعدم المشاركة في الحكومة والعودة بدل ذلك إلى المعارضة؟ ساعتها لن يملك العدالة والتنمية من خيار إلا اللجوء إلى بعض أحزاب «جي 8» والتي سبق له أن مد لها أذرعها لاسيما حزب الحركة الشعبية. «اسمع نكوليك.. هذا احتمال غير وارد بالمرة»، يجيب بلغة الواثق القيادي الاستقلالي، مؤكدا أنه رغم الخرجات الإعلامية لبعض الوجوه الاتحادية، فإن ذلك لن يعدو أن يكون «زوبعة في فنجان» كما حصل خلال محطات سابقة، لذلك يؤكد المصدر الاستقلال، مختتما المكالمة الهاتفية بالإشارة إلى أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، سيشارك في الحكومة بمعية التقدم والاشتراكية، من أجل تحقيق النقلة وتدبير هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المغرب وهو ما يتطلب حكومة منسجمة وقوية بأحزاب حقيقية تملك قراراتها.