لم تهدأ الحركة بالمقر المركزي لحزب العدالة والتنمية بالرباط طيلة أول أمس، فأعضاء الأمانة العامة الذين توافدوا عليه صباحا، وعلى امتداد ساعات طويلة، وضعو اعلى طاولة النقاش منهجية تدبيرالتحالفات الممكنة لتشكيل الحكومة المقبلة، في ما استقبل عبد الاله بنكيران الأمين العام لحزب المصباح في المساء عباس الفاسي أمين عام حزب الاستقلال في أول خطوة لبدء المشاورات.. مشاورات بدأت دائرتها تتسع مباشرة بعد نهاية لقاء الرجلين، فبنكيران، و في إطار مساعيه لتشكيل الحكومة، بصفته رئيسها، يتجاوز هذه المرة ثلاثي الكتلة الديموقراطية، كما كان يردد دائما، ليركب رقم هاتف محمد أبيض الأمين العام لحزب الاتحاد الدستوري، الذي قبل الدعوة وبدن تردد «لقد تلقيت اتصالا من عبد الاله بنكيران من أجل التشاور»، يقول أبيض، ويضيف « اتفقنا على أن نلتقي صباح هذا اليوم» محمد أبيض قائد حزب الفرس، الذي يعد مكونات التحالف من أجل الديموقراطية، يرى أن فتح مشاروات مع العدالة والتنمية لا علاقة لها بالتحالف، واعتبر أن التصريحات التي صدرت عن بعض القياديين بأن تكون كل مكونات التحالف إما في الحكومة وإما في المعارضة لا تلزم إلا أصحابها، فالرجل يراهن على أن يعود حزبه إلى الأغلبية بعد سنوات من الركون في المعارضة وإذا كان بنكيران قد أدخل حز ب الاتحاد الدستوري في دائرة المشاورات الجارية من أجل تشكيل الحكومة المقبلة، فإن اصدار المكتب التنفيذي لحزب التجمع الوطني للأحرار لبلاغ يحسم فيه أمر نزوله إلى المعارضة قد خلق حالة من الغليان داخل حزب الحمامة بعد هذا القرار، بعدما تعالت أصوات داخل أعضاء المجلس الوطني، والذين لم يتوانوا في إصدار بيان عبروا فيه عن غضبهم لما وصفوه ب« تسرع مزوار في اتخاذ هذا القرار» مطالبين بعقد دورة عاجلة للمجلس قصد اتخاذ القرار التي تقتضيه المصلحة العليا للوطن تعالي أصوات أعضاء المجلس الوطني وتزايدها وصل صداه بسرعة إلي المكتب التنفيذي التي اتخذ قرار النزول إلى المعارضة، بل أكثر من ذلك، فقد يكون صلاح الدين مزوار قد استوعب هذا التسرع بسد الباب على دعوات العدالة والتنمية لتشكيل الحكومة، فقد أكد أحد أعضاء المكتب التنفيذي أن الحزب سيعقد في أقرب الأجال دورة للمجلس الوطني لدراسة النزول للمعارضة أم البقاء في الحكومة»، مضيقا أن المجلس يبقى هو الهيئة التي لها حسب قوانين الحزب اتخاذ هذا القرار