بعد أقل من أربعة أشهر على التحاقه ب«داعش»، تأكد رسميا خبر مقتل موظف بالمحكمة الابتدائية بتطوان، في إحدى المعارك بمنطقة الزبداني. الموظف المعني الذي اختفى عن الأنظار منتصف مارس المنصرم، لم يكن أحد يعتقد انه التحق بتنظيم الدولة الإسلامية بسوريا، قبل أن يؤكد ذلك بعض المقربين منه، بعد إرساله لصور تظهره بمعسكرات التنظيم الإرهابي، كما تأكدت من ذلك مصالح الوزارة المعنية، بناء على تقارير استخباراتية مغربية وتركية. الموظف المعني الذي حصل مؤخرا على ماستر في المعلوميات، كان قد تم تكليفه بقسم الإكراه البدني بالمحكمة الابتدائية بتطوان، ودون أن تظهر عليه معالم أو ملامح التطرف أو الانتماء لأي تنظيم متشدد، اختفى منتصف مارس بعد أن كان الكل على علم بكونه في رحلة إلى تركيا، مع إحدى شركات السياحة انطلاقا من مطار الدارالبيضاء. إلا أن عدم عودته طرح شكوكا قبل أن يصبح الأمر مؤكدا، بعد انتهاء عطلته وتخلفه عن العودة مع الفوج السياحي للشركة. وقد خلف اختفاء المعني استغرابا كبيرا لدى زملائه ومعارفه، بحيث أن المعني لم يكن من الفئة التي يمكن استقطابها بسهولة، وكان متفائلا جدا خاصة بعد حصوله على الماستر في المعلوميات، وترقيته بمصلحة الإكراه البدني التي كان يشتغل بها. إذ أن وزارة العدل والحريات راسلت الجهات المختصة، وتأكد لها التحاقه بداعش، فيما تأكد حاليا مقتله في إحدى المعارك، خاصة وأن الكثيرين رأوا في ذلك انتحارا له، بحيث لم يكن على علم أو دراية بفنون الحروب أو حتى استعمال السلاح. يأتي هذا في وقت عرف شهر رمصان رحيل عدد من الشبان والشابات في اتجاه داعش، وكذا تمكن المصالح الأمنية المختصة من تفكيك شبكات متخصصة في تهريب أشخاص لتركيا أو سريا للالتحاق بداعش. وهو ما يجعل خطر التحاق مغاربة بتنظيم الدولة، أمرا لازال مستمرا بل أن تقارير إسبانية استخباراتية، أكدت أن منهم من عاد ويحاول التخفي بمناطق الشمال المغربي، دون أن تذكر فيما إذا كانوا هاربين من جحيم داعش، أم عادوا لتنفيذ عمليات إرهابية محتملة.