اضطرت كل النساء الحوامل اللواتي يقصدن المستشفى الإقليمي بزاكورة لوضع مواليدهن منذ الأسبوع المنصرم إلى تغيير وجهتهن إلى مستشفى سيدي احساين بناصر بورزازات وتحمل مشاق التنقل عبر سيارات الإسعاف وقطع مسافة تزيد عن مائة وستين كيلومترا وما يرافق ذلك من ارتفاع درجة حرارة الصيف وظروف صعبة تشكل خطورة على صحة الحوامل والمرضى. وحسب مصادر طبية من المستشفى فإن قسم الولادة توقف مرة أخرى عن العمل واستقبال الحوامل بسبب تغيب طبيبتي التوليد ،وكانت الطبيبة الأولى قد توقفت عن العمل منذ أزيد من ثلاثة أشهر، مما أثار عدة تساؤلات وشكوك حول مدى قانونية هذا التغيب ومغادرتها لأرض الوطن إلى إحدى الدول الأجنبية وهي حامل ،وأفادت مصادر مطلعة للجريدة أنها قررت عدم العودة إلا بعد وضع مولودها وانقضاء رخصة الولادة حيث استفادت من فترة تفوق المدة القانونية المخولة لها, أما الطبيبة الثانية فكانت تشتغل لمدة أسبوعين ثم تغادر زاكورة إلى مدينة الدارالبيضاء لمدة تتراوح بين أسبوعين أو شهر، كما علمت الأحداث المغربية أن نفس الطبيبة أدلت يوم الأربعاء المنصرم بشهادة طبية مدتها شهر لتغادر العمل يوم الخميس، وخلال نفس اليوم تم تحويل إمرأتان حوامل في سيارة إسعاف واحدة إلى ورزازات، وخلال هذه الفترة التي لا يتوفر المستشفى على أية طبيبة توليد يتم تحويل الحوامل إلى ورزازات مما يهدد حياتهن خاصة وأن مستشفى زاكورة شهد منذ السنوات الأخيرة عدة وفيات للنساء الحوامل رافقتها احتجاجات عارمة للسكان وفتح تحقيقات من طرف النيابة العامة . وخلف توقف العمل في قسم الولادة استياء لدى الرأي العام المحلي ولدى العاملين بالمستشفى بسبب الإرتباك والعشوائية والتخوف من أي خطر محتمل ،خاصة بعدما طلب المندوب الإقليمي من الممرضات الإشراف على توليد الحالات العادية وإرسال باقي الحالات إلى ورزازات ويرفض توقيع وثائق تحويل الحوامل إلى مستشفى سيدي احساين بعدما كان سابقا يوقعها ولو قبل تعبئتها. التغيبات المتكررة لطبيبتي قسم التوليد والعديد من الأطباء الإختصاصيين في زاكورة ، يثير أيضا استياء واحتجاج الأطر الطبية بمستشفى سيدي احساين بورزازات بسبب استقبالهم للحوامل والمرضى الذين يتم تحويلهم من زاكورة، حيث بلغ معدل النساء الحوامل اللواتي يستقبلهن قسم الولادة بورزازات حوالي 90 امرأة حامل شهريا من مختلف مناطق زاكورة وأفادت مصادر طبية للجريدة أن 80 في المائة من هذه الولادات عادية و يمكن أن يتم استقبالها في أي مركز صحي بزاكورة دون تحمل عناء التنقل إلى ورزازات . ويتسبب ذلك في اكتظاظ للمرضى وضغط على الأطر الطبية مما يتطلب منها القيام بمجهودات مضاعفة تفوق طاقتها وكذلك التجهيزات المحدودة المتوفرة. كما علمت الأحداث المغربية أن من مصادر طبية مطلعة أن المندوب الإقليمي للصحة بزاكورة راسل المندوب الجهوي للصحة قصد تزويد قسم الولادة بطبيبة أو طبيب اختصاصي في االتوليد تجنبا لتوقف خدمات هذه المصلحة ، غير أن أطباء باقي الأقاليم خاصة من ورزازات يرفضون تعويض زملاء لهم يتغيبون بطرق غير قانونية ويتواجدون لعدة أسابيع وشهور في مدن أخرى كالدارالبيضاء دون أن تتخذ في حقهم أية إجراءات قانونية ،على حد تعبير نفس المصدر. وحاولت الأحداث المغربية عدة مرات الإتصال بالمندوب الإقليمي للصحة بزاكورة لتوضيح وضعية قسم الولادة الذي توقف عن العمل غير أنه لا يرد على مكالماتنا الهاتفية. اسماعيل أيت حماد