استمرت احتجاجات ساكنة زاكورة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين في قطاع الصحة بزاكورة عن وفاة الأم «رقية العبدلاوي» وجنينها بمستشفى الدراق بزاكورة بسبب الإهمال والتقصير أثناء عملية الولادة ، حيث تغيب الطبيب المختص في التوليد ولم تقدم لها العناية اللازمة والتدخل العاجل لانقادها بعدما تعرضت لنزيف حاد فقدت على إثره جنينها لتلتحق به هي الأخرى . الاحتجاجات التي ارتفعت حدتها في جنازة الضحية بعد نقل جثتها من مدينة مراكش بعد عملية التشريح التي طالبت بها عائلة الضحية للوقوف على تقرير طبي يبين أسباب الوفاة والتدقيق في ملابساته؛ ومباشرة بعد مراسم الدفن تم تسجيل مواجهات وصفت بالعنيفة بين ساكنة زاكورة ممن حضروا الجنازة والقوات العمومية على خلفية ماتعرضت له الضحية والسخط على الأوضاع الصحية المتردية بالإقليم، وقد أسفرت المواجهات عن اعتقالات وإصابات بليغة في صفوف المحتجين تم نقل بعضها الى المستشفى. وقد أفادت تصريحات أم الضحية أنها ولجت رفقة ابنتها المستشفى ووجدته خاليا سوى من ممرضة اكتشفت فيما بعد انها من عاملات النظافة بنفس المستشفى حيث تسلمت منها الضحية وأدخلتها غرفة التوليد وطلبت منها بعد ذلك ملء بعض الوثائق الطبية لكن تصاعد صراخ الضحية بشكل مريب بعد لحظات ادخل فيها نوعا من الريبة والشك، لكن الممرضة / عاملة النظافة حسب تصريح الأم ، كانت في كل مرة تطمئنها على حالة ابنتها الضحية إلى أن أخبرتها في المرة الأولى بوفاة الجنين مباشرة بعد خروجه من بطن أمه محاولة إخفاء حالة الأم الضحية التي كانت تصارع الموت في نفس الوقت بسبب النزيف الحاد الذي تعرضت له والمستوجب لتدخل عاجل من طبيب اختصاصي الغائب عن المستشفى، والتحق به مباشرة بمعية مدير المستشفى ، حيث قالا ان حالتها تستدعي نقلها إلى المستشفى الإقليمي بورزازات، و تضيف أم الضحية بالقول، أمام إصرارنا على رؤية ابنتنا افتضح الأمر ، وبُلغنا بنبأ وفاتها من نفس الممرضة / عاملة النظافة ؛ فيما غادر الطبيب ومن معه غرفة التوليد من الباب الخلفي للمستشفى . الرواية نفسها تؤكدها خالة الضحية التي التحقت بالمستشفى قبل ساعات من وفاة الضحية مضيفة في تصريح للجريدة، أن مستشفى زاكورة بات مركزا للتجارب للاطر الطبية المبتدئة على حساب صحة المواطنين ، محملة في الآن ذاته المسؤولين بزاكورة كل ماوقع ، منددة بالقمع الممارس على المواطنين بزاكورة أثناء الدفاع عن حقوقهم الشرعية والخروج في المظاهرات التي تطالب بتحسين الاوضاع الصحية في كل مرة . وفي رواية رسمية عن ملابسات وظروف الحادث أفاد تصريح عبد الله البوني المندوب الإقليمي للصحة بزاكورة، أنه وبأمر من وزير الصحة تم فتح تحقيق معمق في النازلة لتحديد المسؤوليات ومعاقبة كل من له يد في وفاة الأم وجنينها،مضيفا أنه ووفق التقارير الأولية ، فإن الضحية دخلت المستشفى في حالة عادية وتم استقبالها من طرف المولدات ومدير المستشفى وكانت الولادة في البداية عادية إلى ان أصيبت بنزيف استدعى تدخل الطبيب المختص الغائب أنذاك ، مبرزا انه سيتحمل مسؤولية غيابه وفق قانون ومساطر الوظيفة العمومية على اعتبار أن الأطباء الغائبين هم موظفو الدولة ووجب محاسبتهم عن تقصيرهم وغيابهم عن المستشفى لأداء واجبهم المهني. وينفي المندوب رداءة ونقص الخدمات الطبية وفي قسم التوليد بالضبط كما يتداول ذلك عدد من الساكنة، مستدلا بالمؤشرات ، حيث في ظرف سنتين انتقلت من 9بالمئة الى 45بالمئة سواء فيما يتعلق بالخدمات اوالموارد البشرية إضافة إلى الزيادة من دور الولادة. ومازالت عائلة الضحية متشبثة بحقها في فتح تحقيق قضائي في النازلة والطريقة التي ستتعامل بها الوزارة الوصية مع ملف ابنتها ، وفي معاقبة من تسبب في وفاتها بعدما تقدمت بشكاية مستعجلة في الموضوع الى وكيل الملك بزاكورة الذي باشرالإجراءات القانونية والبحث، والمتزامن مع حلول لجنة من وزارة الصحة بمدينة زاكورة الاثنين الماضي للتحقيق في وفاة الضحية وجنينها.