ككل صباح يبكّر إلى محله ، حتى يظفر بأول زبنائه من المدخنين، وينعم ببعض لحظات الهدوء، التي لا تنفك تنقضي بسرعة بعد أن يستفيق سكان البيضاء ويملؤا شوارعها بما فيها شارع محمد الخامس حيث يوجد دكانه، الذي حولته أشغال الطرامواي إلى يباب0 كل شيء كان عاديا وروتينيا، يوم الثلاثاء الماضي، إلا أن ما رآه وهو يهم بفتح قفل المحل، جعله يتراجع خطوتين إلى الخلف حتى لا يضع بصماته على المكان، و يخرج هاتفه النقال، ليتصل بالشرطة0 وهو ينتظر وصول الشرطة بقي مذهولا وهو يشاهد، منظر دكانه:”ريدو” المحل مكسر و منحرف عن سكته، عبث في محتويات الدكان، تدل على أن الجاني أكثر من شخص واحد، نتيجة وصلت إليها أيضا الشرطة العلمية وهي تعاين مخلفات السرقة: مبلغ مالي بسيط و تخريب في تجهيزات المحل، لكن الأدهى من ذلك كله، الحيرة التي سيطرة على عناصر الشرطة ، وهي تحاول تأويل الطريقة “المثالية” التي تم فيها كسر قفل المحل!، الذي وجد مرميا بداخل الدكان0 فرضية أخرى وصلت إليها الشرطة، هي أن السر وراء اكتفاء الجناة بمبلغ بسيط يرجع إلى جرس الإنذار الذي كاد يفضح عمليتهم، حينما هموا بكسر خزانة المحل0 وعلى بعد أمتار من دكان التبغ المسروق، ارتفعت “غلة” الجناة من المسروقات، حينما طالت أيديهم أيضا ستة سيارات، وسرقوا محتوياتها من مسجلات، غير أن خسارة أحد مالكي السيارات المسروقة، كانت كبيرة، إذ سرق من سيارته إضافة إلى المسجلة، مبلغ مالي قدره صاحبه بمليوني سنتيم0