منذ مدة ليست بالبعيدة أمن مطار مركش المنارة يحبط محاولة تهريب أطنان من الحشيش عبر المطار وهي محشوة بعناية وسط كميات من الزليج الفاسي. وبعدها مواطن فرنسي مقيم في المغرب ويعمل في مجال السينما يلقي حتفه في اسبانيا بعدما تحطمت طائرته الصغيرة وعلى متنها 150 كلغ من الحشيش المستقدم من المغرب. ثم توقيف مواطن كوبي في مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء وهو يحاول تهريب كميات من الكوكايين مخباأة في لوحات تشكليلية. هذه ماهي إلا غيض من فيض محاولات تهريب المخدرات التي باتت تتكرر يوميا وعبر مختلف المنافذ انطلاقا من المغرب في اتجاه الجارة الشمالية. ولوقف هذا السيل من المحاولات المتكررة الأجهزة الأمنية في المملكتين المغربية والاسبانية شرعتا في شن حرب لاهوادة فيها ضد مافيات تهريب المخدرات بين ضفتي جبل طارق. ففي مواجهة عصابات تهريب المخدرات العاملة بين المغرب واسبانيا عبر مضيق جبل طارق والتي انتقلت في انشطتها إلى استعمال تكنولوجيات متقدمة للتهريب من قبيل طائرات صغيرة واستعمال الأسلحة النارية ووسائل اتصال حديثة و اجتذاب العديد من الاسبان من قبل مافيات تهريب االمخدرات بفعل الأزمة الاقتصادية في اسبانيا، شرعت كل من الرباطومدريد في تفعيل خارطة طريق لمكافحة تهريب المخدرات بين االبلدين. الخطة تأتى تنفيذا لمقتضيات مذكرة التفاهم االمبرمة منذ بضعة شهور بين وزارتي الداخليتين في المغرب واسبانيا والقاضية بتعزيز التعاون الأمني بين البلدين في عدة مجالات وفي المقدمة مكافحة تهريب المخدرات عبر مضيق جبل طارق والمناطق الجنوبية المحيطة بجزر الكناري من خلال تشديد المراقبة على الحدود البرية والبحرية والجوية. خطة العمل بين البلدين ابتدأت برفع عدد الدوريات المشتركة بين كل من وحدات من البحرية الملكية المغربية والدرك الملكي والحرس المدني الاسباني لمراقبة الموانئ الرئيسية ومعبري سبتة ومليلية اضافة إلى تفعيل أدوار ضباط الاتصال في كل من مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء ومطار بارخاس في العاصمة الاسبانية مدريد لتسهيل تبادل المعلومات والتنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية المغربية والاسبانية بالسرعة اللازمة والدقيقة. وقبل الانتقال إلى مرحلة التنفيذ لخارطة الطريق الجديدة بين كل من الرباطومدريد كانت الاجهزة الأمنية من شرطة واستعلامات البلدين عقدت اجتماعات متتالية في المدد الآخيرة للتنسيق وتبادل المعلومات حول المهربين الرئيسيين في كل من المغرب واسبانيا و العديد من مهربي امريكا اللاتينية من كولومبيا وفنزويلا وبوليفيا الذي دخلوا علي خط تهريب المخدرات بين البلدين وخاصة الكوكايين والهيروين والهويات المتعددة التي يستعملونها في عمليات التنقل وارتباطاتهم مع عصابات الجريمة المنظمة اضافة إلي تفعيل مذكرات البحث عن حوالي 78 مهربا مغربيا واسبانيا وأجنبيا يقودون مافيات تهريب المخدرات بين ضفتي المتوسط. يشار إلى أن أفرادا من القوات المسلحة الملكية ومن القوات المساعدة أقامت بدعم وتمويل من الاتحاد الأوروبي خلال الشهور المنصرمة حزاما أمنيا ونصبت العديد من الردارات على طول السواحل المغربية الشمالية لمراقبة ورصد قوارب مهربي المخدرات من شمال المملكة في اتجاه اسبانيا وغيرها من البلدان الأوروبية، وهي المراقبة التي أبانت عي فعاليتها من خلال التراجع في محاولات التهريب وفي ذات السياق باشرت المصالح الأمنية في تشديد مراقبتها في كل الموانئ والمطارات في المملكة لاحباط كل محاولات التهريب عبر هذه المنافذ