يربط الكثير من الناس الحوادث التي تقع لهم في حياتهم بالسحر والشعوذة، ويعتقدون أن للمشعوذين والأضرحة التي يترددون عليها في المناسبات الدينية القدرة على إخراجهم من الوضعية التي يعيشون فيها. كما يعتقدون أن للعرافات القدرة على القيام بما عجزوا عن فعله دون الاستعانة بهم، لذلك يكثر الإقبال على المشعوذين في المناسبات الدينية، فيما يلي يحاول الدكتور محسن بنيشو تقديم بعض الدوافع والدلالات.. يربط الكثير من عامة الناس أي مشكلة تطرأ عليهم في حياتهم الخاصة بالسحر والشعوذة، ويرتبط هذا السحر بفترات أو مواسم معينة والمناسبات الدينية كعاشوراء وليلة القدر وعيد الأضحى والتي يعتقد العامة أنها تكون بمثابة مناسبات خاصة تكون فيها هذه الأعمال ناجحة جدا. ما يمكن قوله أن هذه الاعتقادات ليس لها أي أساس من الصحة ولا تؤدي إلى أي نوع من العلاج لا من الثقاف ولا من العين ولا يمكن أن تقرب لا بين الزوجين ولا بين المحبين، لكن الاعتقادات الراسخة في ذهن العامة تجعلهم يؤمنون بنجاعتها. هذه الاعتقادات تحول المناسبات الدينية إلى مناسبات تزدهر فيها الشعوذة والتي ما هي في الأصل إلا انحرافات لا تقوم على أسس علمية أو دينية لذلك فوسائل الإعلام لها دور كبير في تنوير الرأي العام، وإبعاده عن هذه الخرافات التي تتناقلها الأجيال والتي لا تعترف بفئة معينة، لأنه كلما كان هناك جهل وأمية كلما ترسخ الاعتقاد أن هذه الأشياء لها علاقة بالشعوذة والثقاف والجن، لأن المشعوذين يستغلون هذه الطرق للعب بعقول الناس والاستحواذ على أموالهم بطرق غير مشروعة. فغالبية الأعراض التي تظهر عند الناس الذين يلجؤون للشعوذة، تكون إما نفسية أو عضوية، واللجوء إلى الفقها والدجالين قبل الأطباء يؤخر العلاج ويتسبب في تطور المرض وظهور مضاعفات له، لذلك يجب أن يتم في البداية استشارة أطباء مختصين وعدم اللجوء إلى هذه الخرافات. ويعتقد الكثيرون بشكل قطعي أن هذه الأغراض التي يحاولون قضاءها لا تنجح إلا في هذه المناسبات الدينية التي تزيد من تأكيد وترسيخ هذا الاعتقاد لأنها تستلهم رمزيتها من هذه المناسبات الدينية، وهذه السلوكات هي طبعا ناتجة عن طبيعة الاعتقاد فهذه الظواهر الاجتماعية تعود لوجود اعتقاد راسخ وشامل في عقول الناس على أن تفسير الأشياء يرتبط أوتوماتيكيا بالسحر والجن، بخلاف ذلك يحاول المتفقهون في العلم إيجاد تفسيرات علمية للحوادث التي تحدث لهم فمثلا إذا ما كان هناك شخص يعاني من اضطرابات جنسية فحالته تحتاج إلى وقت طويل لتحليلها ومن تم العلاج المناسب لها. أما عند عامة الناس فعندما يحدث مشكل من هذا القبيل فيتم تلقائيا تفسيره بالثقاف، ومن هنا يتبين أن الأمر له علاقة بالإيمان والاعتقادات الراسخة عند الناس الذين لا يتقبلون أن تسب ضريحا أو عرافا لإيمانهم بقدراته الخارقة. إعداد مجيدة أبوالخيرات طبيب ومحلل نفسي