وقعت فرقة مارون فايف الشهيرة، في ختام فعاليات الدورة ال14 من مهرجان "موازين..إيقاعات العالم" مساء أمس السبت، على حفل استثنائي ستتذكره الرباط طويلا. وكما كان متوقعا، أوفى اللقاء الذي انتظره عشاق الموسيقى الغربية كثيرا بكل وعوده، وحضرت الجماهير بكثافة من مختلف المدن المغربية بل ومن بلدان عديدة حول العالم للاستمتاع بإبداعات هذه الفرقة التي فاقت نجاحاتها كل الحدود. وبعدما تجاوزت عقارب الساعة العاشرة ليلا بخمس دقائق، اعتلى المغني الرئيسي آدام لفين وعازفي مارون فايف منصة السويسي، وسط صيحات جنونية تعكس ولع الجماهير المغربية بهذه الموهبة الفذة وباقي أعضاء الفرقة. ومن دون مقدمات، ألهبت الفرقة حماس الجماهير الحاضرة بأداء ثلاثة من أفضل قطعها: "آنيمالز" و"وان مور نايت" ثم "ستيريو هارتس" بدون توقف، قبل أن تعيدهم في فلاش باك إلى أول ألبومات الفرقة التي اكتشفت من خلاله توليفتها الفريدة بين إيقاعات "البوب" و"الروك" ولمسة "السول" الآسرة. وانتقت من ألبومها "سونغس أباوت دجيين" الصادر سنة 2002، "هاردر تو بريذ"، و"سانداي مورنين"، وأغنيتها الشهيرة "ذيس لوف" التي أداها آدام لفين بشكل جماعي مع الجمهور. وترك كل من عازفي القيثارة البارعين جيمس فالنتاين وميكي مادن، وعازفي البيانو الأنيقين جيسي كارميشايل وبي جي مورتون، وعازف الدرامز المفعم بالطاقة مات فلين، آلاتهم الموسيقية ليلتحقوا بآدام لفين ويؤدوا بمعيته المقاطع الأولى من أغنية "بلايفون" في مشهد لقي الإعجاب الكبير من طرف الجمهور. واستجمع آدام لفين، الذي لم يتوقف عن الحركة فوق الخشبة، كل طاقته وموهبته ليهدي الجمهور أداء ساحرا للأغنية الشهيرة للفرقة، "شي ويل بي لوفد"، على إيقاعات عزف هادئ للقيثارة وبتعديلات طفيفة لطيفة على ألحانها. وحرصت الفرقة في لقاءها الأول بالجمهور المغربي على تقديم أكبر عدد من أغانيها الناجحة، فأهدته كذلك أغاني "لاكي سترايك"، و"مابس" و"أي وان لوف سام بادي"، و"دايلايت"، لتختتم الحفل على إيقاعات "موفز لايك دجاغر"، وبعدها الأغنية التي اكتسحت كل تصنيفات الموسيقى العالمية هذه السنة "شوغر". وأعرب لفين خلال الحفل عن ساعدته بالغناء هنا (المغرب)، وقال في ختام السهرة "المغرب، أحبكم". وقبل بداية حفل مارون فايف، التقى جمهور منصة السويسي بالمغنية المغربية الصاعدة في سماء الأغنية الغربية غيتة وفرقتها الشابة التي قدمت على أفضل نحو أوراق اعتمادها للجمهور، الذي لم يبخل عليها بالتشجيع. وأظهرت ابنة الدارالبيضاء عشقها للغناء وبدأت تتلقى دروسا في ستوديو الفنون في المدينة قبل أن تجتاز اختبار الغناء وتلتحق بمدرسة "بركلي كاليدج أوف ميوزك" في بوسطن بالولايات المتحدة. وكان آدم لفين قد أكد خلال ندوة صحفية قبيل الحفل إنه كانت لديه منذ تأسيس الفرقة ثقة كبيرة بأن النجاح سيكون حليف مسيرتها الفنية، مشددا على أن ما وصلت إليه الفرقة "تجاوز بكثير كل توقعاتنا". وأضاف لفين أن ما حصل كان "مذهلا"، موضحا أن الفرقة، التي بدأت الغناء وأعضاؤها مازالوا في مرحلة دراستهم الثانوية، كانت "محظوظة لتعانق كل النجاح الذي حققته في هذا الظرف الوجيز". وبخصوص مقامه القصير بالمغرب، قال المغني المتألق إن أسعد لحظة عاشها كانت "تناول وجبة عشاء في المدينة القديمة للرباط على أنغام موسيقى تراثية رائعة"، ليعقب جيمس فالنتاين، عازف القيثارة الرئيسي، قائلا "كنا محظوظين للتواجد بالمملكة يوم الجمعة لتناول الكسكس المغربي"، واصفا هذا الطبق المغربي الأصيل ب"أشهى وجبة تناولها في حياته". وحول الطاقة الكبيرة للفرقة على الخشبة، قال لفين إن الفرقة تشعر بثقة وراحة ومتعة أكبر في الغناء فوق الخشبة منذ أن بدأ أعضاؤها في الغناء وهم بالكاد تجاوزوا العقد الأول من حياتهم. وعند سؤاله حول نصيحته للفنانين الذين يرغبون في اتباع مسار الفرقة وبدء مسيرة فنية منذ صباهم، قال لفين سأقول لهم "لا تحرقوا المراحل، اهتموا بدراستكم أولا"، مردفا بالقول: "لو كان بإمكاني أن أغير شيئا في حياتي الماضية، فسيكون حتما إيلاء اهتمام أكبر بدراستي والحصول على تعليم أفضل". وبخصوص تجربة التحكيم في برنامج "ذو فويس"، أبرز أنه كان مترددا في المشاركة فيه، واصفا التجربة التي عاشها خلاله ب"الرائعة" و"الملهمة" التي جعلته "يتعرف بشكل أكبر عن نفسه". أما عالم التمثيل الذي دخله آدم لفين من باب فيلم "بيغين أغان" سنة 2013، فأعرب عن أمله في خوض تجربة التمثيل مرة أخرى، مؤكدا أنه ليست لدي مشاريع في الفترة الحالية. وتأسست الفرقة، الحاصلة على ثلاث جوائز "غرامي" المرموقة وثلاث جوائز "أميريكان ميوزيك"، في لوس أنجلوس وتمكنت على امتداد مسيرتها الفنية من كسب إعجاب الجمهور بفضل أسلوبها الفريد الذي يمزج بين ألوان موسيقية متنوعة منها على الخصوص "الروك" و"البوب" و"السول". شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)