عاد النجم البريطاني ستينغ، ليلة الخميس، بجمهور مهرجان "موازين .. إيقاعات العالم"، إلى ذكريات الزمن الجميل، متحفا إياه بصوت شجي وعزف آسر وتيمات حالمة عز نظيرها في ساحة موسيقى "البوب" أو "الروك" العالمية المعاصرة. فبمزيج ساحر من موسيقى "الروك" و"البوب" وأنغام عذبة من الجاز وموسيقى العالم، أبحر المغني البريطاني المثقل بالاعترافات الدولية بموهبته الاستثنائية بالجمهور الذي حج بكثافة إلى منصة السويسي بالرباط، إلى عوالم ثقافات البلاد الكثيرة التي انفتح على أنغامها هذا الفنان المولع بحب الاكتشاف وخوض التجارب الجديدة. ووسط حضور عشرات الآلاف من المتيمين بإبداعات النجم البريطاني، افتتح ستينغ مشاركته الثانية في فعاليات مهرجان "موازين .. إيقاعات العالم"، برائعته "إف آي إيفير لوز ماي فييث إن يو"، قبل أن يحيي جمهوره بالقول: "السلام عليكم". وفسح الجمهور الشبابي المتعود على الاستئثار بنصيب الأسد من منصة السويسي المجال أمام مجايلي ستينغ لأخذهم في رحلة عبر الزمن إلى العصر الذهبي لفرقة "ذا بوليس" التي كان ستينغ نجمها الأبرز خلال نهاية السبعينيات وبداية ثمانينيات القرن المنصرم. وانتقى عازف القيثارة البارع من الأعمال الأنيقة لتلك الفرقة الفريدة أغاني "إفري ليتل ثينغ شي داز إز ماجيك"، و"وولكين أون ذا مون"، و"ميسيدج إن ذا بوتل"، و"سو لونلي"، و"وين ذا وورلد إز رانين داون". وأهدى ستينغ، الذي اختار الانفصال عن "ذا بوليس" وخوض مسيرة فنية فردية منذ نهاية عقد الثمانينيات، باقة من الأغاني التي قادته إلى حصد جوائز عديدة، لاسميا 10 جوائز "غرامي" المرموقة، من قبيل "إنغليشمان إن نيويورك"، و"فيلدز أوف غولد"، وأغنية "ذا شايب أوف ماي هارت" ذات الإيقاع الآسر، والتعاون الرائع مع نجم موسيقى الراي الشاب مامي، "وردة الصحراء"، و"هيفي كلاود (نو رين)" التي تقاسم فيها مع الجمهور أكثر من مرة ترديد لازمتها المغرقة في المجاز: "سحب ثقيلة.. ولكن، لا مطر". ورسا مركب تألق النجم البريطاني، الذي نال على امتداد عبوره بمحطة موازين التجاوب المطلق والتصفيق الحار من لدن جمهور شغوف بفنه، على شاطئ الأحزان عندما اختتم الحفل بأداء ساحر لأغنية "فراجايل". وكان المغني البريطاني قد أكد خلال ندوة صحفية أمس الخميس قبيل الحفل الذي أحياه في إطار الدورة الرابعة عشرة لمهرجان "موازين .. إيقاعات العالم"، أن أعماله الفنية منفتحة على مختلف الألوان والتأثيرات الموسيقية، لاسيما الإيقاعات العربية وشمال إفريقيا. وأعرب ستينغ عن تقديره الكبير للثقافة والتاريخ العربيين فنا، وموسيقى، وفلسفة. وقال الفنان البريطاني إن إحياء حفلات بالعالم العربي يشكل مصدر اعتزاز بالنسبة إليه، واصفا تلك السهرات بÜ"التجربة المثيرة جدا". وكان الفنان العالمي قد اختتم الدورة التاسعة لمهرجان موازين سنة 2010 مرفوقا بالسمفونية الملكية المغربية. وولد ستينغ، الذي يجمع بين الكتابة والغناء والعزف والتلحين، بمدينة نيوكاسل بانجلترا، قبل أن يرحل إلى العاصمة لندن سنة 1977 ليؤسس مع ستيوارت كوبلاند وعازف القيثارة أندي سامرس فرقة "ذا بوليس". وتبوأت المجموعة لسنوات المراتب الأولى في بريطانيا والولايات المتحدة من خلال أغاني "روكسان" و"إيفري بريث يو تايك" و"كينغ أوف بان" و"إيفري ليتل ثينغ شي داز إز ماجيك". وقدم ستينغ، ابتداء من سنة 1989، 14 ألبوما منفردا، نال من خلالها 10 جوائز "غرامي"، وجائزة "غولدن غلوب"، وجائزتي "بريث"، وجائزة "إيمي"، و3 ترشيحات لجوائز "الأوسكار"، وجائزة "بيلبورد" الموسيقية، وجائزة "ميوزيك كير" سنة 2004، كما أنه عضو بمجموعة "سونورايترز هال أو فام". وباع ستينغ ما يقارب 100 مليون ألبوم من أعماله المنفردة، وأعماله المشتركة مع فرقة "ذا بوليس"، كما لعب أدوارا سينمائية في 15 فيلما، فضلا عن تأليفه لكتابين حول الموسيقى.
عدسة أحداث.أنفو: محمد العدلاني شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)