لأول مرة في تاريخ القصور الملكية، وفي سابقة في تاريخ القصر والتقاليد المرعية للملكية في المغرب يتمكن فنان هو الفنان المراكشي الشاب محمد المرامر، من تنظيم معرض للوحاته الفنية، بمديرية الوثائق الملكية بالرباط. بتعليمات شخصية من جلالة الملك محمد السادس، فتحت أبواب المديرية في وجه الفنان المذكور، ومنحنت له مساحة واسعة، لعرض لوحاته الفنية، التي تعتمد في مجملها على تيمة، تاريخ الدولة العلوية، من مولاي علي الشريف، إلى الملك الراحل الحسن الثاني. الفنان المراكشي، لم يخرج خالي الوفاض من معرض لوحاته، حين تم توشيح صدره بوسام المكافأة الوطنية، كوسام ملكي سام «رعيا لما له من أهلية اعتبارية لدى جلالتنا» كما ورد في كتاب التوشيح. مجمل أعمال محمد المرامر،تقوم على منمنمات فنية، تجسد أصالة الفن الاسلامي، الذي ينحت من عمق ثقافة مغربية، متجذرة في عمق التربة والتاريخ. المعرض حضرته شخصيات وازنة، تتقدمهم بهيجة سيمو مديرة مديرية الوثائق الملكية، التي قامت بتوشيح الفنان، باسم جلالة الملك، ونخبة من الشخصيات التي تدور في فلك المحيط الملكي. مبادرة القصر الملكي التي تعد سابقة بالفعل تأتي لكي تتوج انفتاحا غير مسبوق عرفته المؤسسة الملكية مع الملك محمد السادس الذي أصر منذ اليوم الأول لتوليه الحكم سنة 1999 على فتح المجال أمام مبادرات من هذا القبيل زادت من أنسنة المؤسسة الملكية،وأعطتها اقترابا كبيرا من الشعب المغربي الذي اكتشف وجها إنسانيا لملكه، خير تجسيد له الفيديو الذي يتم تداوله حاليا على الأنترنيت المغربي والذي يظهر جلالة الملك أثناء متابعته لمباراة الوداد البيضاوي والهلال السوداني سنة انتزع الوداديون كأس إفريقيا للأندية البطلة، وهو الفيديو الذي قدمته قناة الرياضية مؤخرا بمناسبة لقاء الذهاب بين الوداد والترجي قبل أن يتحول إلى الحدث الأبرز في الأنترنيت هذه الأيام، حيث يبدوجلالة الملك متتبعا بحماس للمباراة قبل أن يتم الإعلان عن ضربة جزاء لصالح الوداد يتحدث الملك بخصوصها مع مرافقين له، ويقول لهم إن «الوداد سيسجل» ، حين يتم تسجيل الهدف يقف منتفضا ليعبر عن فرحه بشكل تلقائي قبل أن يطلق زفرة ارتياح التقطتها الكاميرا. الفيديو الذي تداولته المواقع المغربية وغير المغربية تحت عنوان «الملك ودادي» أعاد إلى الأذهان الصور العديدة التي سجلتها الذاكرة الشعبية عن ملك متواضع للغاية، ظل منذ كان وليا للعهد قريبا من الناس، وأصر على أن يربط معهم وشائج اتصال لاعلاقة لها بالبوتوكولات القديمة. ولعل صور الزفاف الملكي التي تمت إذاعتها على العموم، وصور حرم جلالته الأميرة للا سلمى وهي تخرج إلى الحياة العامة من خلال أنشطة عديدة على رأسها نشاطها المميز على رأس جمعية للا سلمى لمحاربة السرطان التي تحيا هذه الأيام على إيقاع حملتها الوطنية للتحسيس بمخاطر داء سرطان الثدي وضرورة الكشف المبكر عن هذا المرض من أجل تلافي انتشاره الواسع بين النساء المغربيات. صور إنسانية ينضاف إليها صورة الملك وهو يخصص وقتا أساسيا ورئيسيا للالتقاء كل عيد عرش مع الأطفال المصابين بأمراض مزمنة من أبناء الجالية المغربية في الخارج أو صوره وهو يلتقي بفقراء شعبه ويسلم عليهم سلاما عاديا، مثلما تلتقي بعلامات كثيرة دالة على أن الملكية في المغرب أصبح لها وجه آخر بامتياز خير تدليل له فتح القصر الملكي أمام الفن لكي يدخله، علما أن الملك معروف بعشقه الجارف للفنون التشكيلية وحرصه على اقتناء لوحات كثيرة منها، ومعروف بصدقاته الكبرى مع فنانين تشكيليين يحاورهم حول تفاصيل اللوحات التي يقدمونها، والأسلوب الذي يرسمون به والمدارس التي ينتمون إليها دلالة تتبع حقيقي وغير مصطنع لجلالته للمجال الفني ولكل التفاصيل المتعلقة به.