جرى أول أمس الخميس، بالرباط، توشيح الفنان محمد المرامر بوسام ملكي سامي برتبة "المكافأة الوطنية من درجة فارس"، تقديرا لمساره الفني وتزويده لمديرية الوثائق الملكية بواحد وعشرين لوحة عبارة عن منمنمات، مساهمة منه في إغناء المخزون الوثائقي بهذه المديرية. وبأمر من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وشحت مديرة الوثائق الملكية بهيجة سيمو صدر المنعم عليه، بحضور العديد من الباحثين والمهتمين بالتراث والأساتذة الباحثين. وفي كلمة بالمناسبة، نوهت سيمو بهذا العمل الوطني النبيل، الذي ينم عن حس وطني وإدراك لمواطنة صالحة، مذكرة بأن مجموعة من الأسر المخزنية وبعض الزوايا قامت بتفريغ بعض وثائقها ومستنداتها بمديرية الوثائق الملكية. وأشادت بالعناية التي يوليها جلالة الملك للبحث العلمي وأدواته ومستنداته وتشجيع جميع أصناف العلوم والمعرفة، مذكرة بما تشهده الوثيقة في ظل جلالته، وفي سياق التحولات الكبرى التي تعرفها المملكة من تطور في وظيفتها والتعامل معها ونشرها وتقريبها من الباحث "وهي ظاهرة صحية وممارسة ديمقراطية بامتياز". وشددت بهيجة سيمو على أن العناية بالوثيقة باختلاف أنواعها تعد مقياسا لتقدم الأمم والشعوب، معربة عن أملها في أن يكون هذا الاحتفاء بمثابة دعوة للعناية بالوثيقة، باعتبارها أساس الذاكرة التاريخية والعمل على تفريغها في الأماكن المعدة لها لتوفير سبل حفظها وصيانتها لأنها وديعة عند الأجيال الحاضرة لتقديمها أمانة وعناية للأجيال المستقبلية. من جهته، قال الفنان المرامر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن تزويده لمديرية الوثائق الملكية بهذه اللوحات "المنمنمات" يعد خدمة للوثيقة التاريخية ومساهمة في إغناء الموروث الوثائقي الملكي وتنوع عيناته، مبرزا أن هذا التوشيح "حافز قوى عزيمتي وسيحرك عطائي أكثر لأبقى دائما في خدمة الفن المغربي الأصيل". كما نوه المنعم عليه، الذي قضى نحو عشرين سنة في خدمة فن المنمنمات وشارك في معارض وطنية ودولية، بمديرية الوثائق الوطنية لاعتنائها بتجميع الوثائق المخطوطة والمصورة وتشجيعها للفنانين على مختلف عطاءاتهم. ويعتبر فن المنمنمات من أعرق الفنون الإسلامية وأطلق عليه في البداية اسم فن "التزاويق" لكونه يشمل الرسم والتوريق والتلوين. وتتميز المنمنمات بكونها تستطيع أن تلخص أبرز منجزات عهد من العهود، وتشكل فرصة للتعرف على آثار بلد من البلدان، سواء من حيث معالمه البشرية أو التراثية. من ناحية أخرى، وبمناسبة حفل التوشيح، قدم نور الدين بريشة، الذي ينتمي لإحدى الأسر المخزنية العريقة في منطقة الشمال، مجموعة من الوثائق عبارة عن مراسلات مخزنية وصور فوتوغرافية لمديرية الوثائق الملكية. وتعتبر هذه المجموعة من الوثائق الثالثة، التي يقدمها بريشة، الذي جرى توشيحه بوسام ملكي سام السنة الماضية، تقديرا لتفريغه مجموعة تتكون من أكثر من 3000 وثيقة أصلية بمديرية الوثائق الملكية. وأبرز بريشة، في تصريح مماثل، أن هذا التوشيح الملكي هو الذي حفزه على الاستمرار في العطاء والتعاون مع المديرية، معربا عن أمله في أن تقوم الأسر المخزنية الأخرى، التي مازالت تحتفظ بمجموعة مهمة من الوثائق بتفريغها بمديرية الوثائق الملكية لحفظها وصيانتها وضمان الاستفادة منها من قبل الباحثين والمطلعين.