هطلت أمطار الخير على منطقة المزوضية بإقليم شيشاوة، وحملت معها بوادر صراع حول أراض فلاحية بالمنطقة، لتنطلق فصول مواجهات بين فلاحي المنطقة، وبعض المنضوين تحت لواء تعاونيات فلاحية. كانت الحصيلة الأولية،إتلاف كميات كبيرة من الحبوب والتجهيزات الفلاحية، قبل أن تدخل سلطات الإقليم على خط الأحداث الساخن، وتجند عناصر من الدرك الملكي، لمحاصرة تداعيات المواجهات،ومنع انزلاق الأمور إلى الأسوأ؟ فمع انطلاقة الموسم الفلاحي الجديد، وهطول أمطار الخير، التي بشرت بموسم واعد، يفور فيه الرزق ولا يغور، فتحت شهية فلاحي المنطقة،وسارعوا للبحث عن اراض فلاحية، تمكنهم من تحقيق الوفرة المرجوة. رغبة اصطدمت بقلة الحيازات الفلاحية، ومن ثمة انطلاق مواجهات وصدامات للتحوز على أكبر قدر ممكن من أراضي المنطقة. في ظل هذه الوضعية والمتغيرات، كان ضروريا أن تنشب صراعات بين فلاحي المنطقة، فكانت بداية اندلاع جذوة الصراع، حين اقتحم مئات الفلاحين (حوالي 300) فضاءات ثلاث تعاونيات فلاحية بالمنطقة، تمتد مساحات استغلالها على 3000 هكتار بالنسبة لتعاونية المسيرة ،التي ينضوي تحت لوائها 33 فلاحا، و5000 هكتار بتعاونية العيون التي تضم47 مستفيدا، بالإضافة إلى تعاونية الفتح التي تستغل2600 هكتار، يستفيد منها 33 مستفيدا. ظلت الأراضي المذكورة، مثار صراع قبلي بين ساكنة المنطقة، حول من له الحق في الاستفادة واستغلال أراضي الرعي،وتلك المخصصة للحرث والفلاحة، والتي تنهض عليها التعاونيات المذكورة، وتستغلها تحت وصاية وإشراف السلطات المحلية ووزارة الفلاحة، بناء على ظهير شريف صادر بتاريخ 1975 ومؤشر عليه من الملك الراحل الحسن الثاني. ساكنة دواوير أولاد موسى، فارس،أولاد كروم،القوادرة،الخرازة،ودوار السي اعمارة، اعتبروا الأمر قسمة ضيزى، ومن ثمة قرارهم استعادة الأراضي المذكورة، عبر ركوب مطية «أخذ حقهم بشرع يدهم»، ما حول الفضاءات المذكورة، إلى ساحة مواجهة، استعمل فيها التراشق بالحجارة وكل فنون اللكم والركل، ما سبب في إصابات متفاوتة بين عناصر المواجهة، مع إتلاف العديد من المحصولات الزراعية ،والتجهيزات الفلاحية. السلطات المحلية،وفي محاولة لاحتواء الوضع،سخرت العديد من عناصر القوات المساعدة والدرك الملكي، للفصل بين الأطراف المتواجهة، فيما عمد المتضررون من أعضاء التعاونيات المذكورة، إلى تنظيم مسيرة احتجاج غاضبة، صوب مقر عمالة الإقليم. عامل المنطقة الذي استقبل ممثلين عن المحتجين، بادر بتشكيل لجنة تحقيق قصد انتقال عناصرها لعين المكان، وإنجاز محضر يتضمن حقائق القضية، قبل اتخاذ أي قرار، ما جعل الأطراف المتصارعة، توقف موجة المواجهات ،للإدلاء بما لديها من حجج وحقائق، في أفق تأكيد عدالة قضيتها، والدفع في اتجاه تحصين حقها بقوة الحجة والقانون ،بدل قوة العضلات والذراع. اسماعيل احريملة