أسدل الستار ، مساء أمس الأربعاء ،على فعاليات الدورة الحادية عشرة لموسم طانطان الذي نظمته مؤسسة الموسم (الموكار) ما بين 23 و27 ماي الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وشكلت دورة هذه السنة ، التي اختير لها شعار "موسم طانطان تراث إنساني ضامن للتماسك الاجتماعي ورافعة للتنمية"، مناسبة للاحتفال بمختلف مظاهر وأنماط الحياة الصحراوية بعاداتها وتقاليدها الشيء الذي دفع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) إلى إدراج الموسم ضمن قائمة "روائع التراث الشفهي واللامادي للإنسانية" منذ سنة 2005 . وتعد هذه التظاهرة الثقافية والفنية، التي احتفت بالجمهورية التونسية التي اختيرت ضيفة الشرف ومشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت منذ هذه الدورة شريكا للموسم، تجمعا سنويا للآلاف من رحل الصحراء الكبرى الذين يمثلون أزيد من ثلاثين قبيلة من المغرب الصحراوي ومن بلدان شمال افريقيا، ولحظة يتقاسم خلالها السكان الرحل والزوار والجمهور تجربة متميزة تغوص بهم في أبهى تجليات التنوع والغنى الثقافي للمغرب الصحراوي. وتوخت دورة هذه السنة، بالأساس، تكريس الاحتفاء بثقافة الترحال وتجسيد مفهوم التنوع الثقافي وتعزيز قيم الانفتاح والتسامح من خلال استعراض مختلف مظاهر الحياة اليومية للإنسان الصحراوي ، والمحافظة على الموروث الثقافي للمجتمع الصحراوي وما يكتنزه من فنون تعبيرية وعادات اجتماعية. وتضمن برنامج الموسم تنظيم مجموعة من الفقرات والأنشطة احتفت بالموروث الثقافي والتراث الشفهي واللامادي للإنسانية من خلال إبراز والحفاظ على مختلف أبعاد الحياة اليومية للإنسان الصحراوي كوسيلة للتنمية المستدامة في المنطقة والجهة. وعرف الموسم تنظيم معرض للصناعة التقليدية ساهم في التعريف والترويج لمنتجات الصناعة التقليدية المحلية والوطنية ، وكذا تنظيم كرنفال استعراضي قدمت خلاله لوحات فنية تعكس تجليات حياة الإنسان الصحراوي في علاقته مع المتغيرات اليومية تجسد غنى وتنوع الموروث الثقافي للمنطقة، كما تم تنظيم خيمة للشعر شارك فيها شعراء مغاربة وأجانب شكلت مناسبة للاحتفاء بالشعر والتراث الحساني . وتضمن برنامج هذه التظاهرة تنظيم خيام موضوعاتية قدمت للزوار مختلف مظاهر وأنماط حياة الانسان الصحراوي وعاداته وتقاليده ، وندوة سلطت الضوء على الموروث الثقافي اللامادي لقبائل الصحراء وكذا مسابقات للجمال وحلب النوق، وسهرات موسيقية وأغاني تراثية وعروض في فن الفروسية التقليدية (التبوريدة).