ساعة من هطول أمطار غزيرة بعد عصر يوم الأحد على مدينة فاس ، كانت كافية لتعري الواقع الهش للبنية التحتية بمختلف مناطق المدينة ، بدءا من حي الأطلس إلى حي كريو بزواغة فالمدينة العتيقة ثم طريق عين الشقف وغيرها من الاحياء ، التي شدت ساكنتها أنفاسها خوفا من ارتفاع منسوب المياه التي غمرت العديد من ازقة وشوارع هذه الأحياء ، وتؤدي إلى ما لا تحمد عقباه . وتحولت العديد من الشوارع الرئيسية بالمدينة إلى أودية ومسيلات مفتوحة بعد ان عجزت قنوات تصريف المياه عن استيعاب الكمية الهائلة من السيول والأتربة التي حملتها المياه ، وتحولت العديد من منافذ هذه القنوات إلى "نافورات" منفجرة ، ساهمت في تدفق المياه عوض استيعابها ، كما حدث في شارع مولاي رشيد بطريق صفرو على مقربة من مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين . وتسبب هذه التساقطات المطرية الاستثنائية في تحويل العديد من المناطق والمدارات بالمدينة الى برك مائية واوحال طينية انتشرت بالعديد من شوارع أحياء المدينة ، وهذا راجع الى هشاشة البنية التحتية التي بدت رغم أن الأمطار كانت في فترة زمنية قصيرة أنها غير قادرة على استيعاب هذه الكمية مما ساهم في تحويل الشوارع الرئيسية والازقة الى برك مائية شكلت خطرا على المنازل بمعظم الاحياء، خصوصا تلك التي تعرف منازل آيلة سقوط ،كما صاحب هذه التساقطات عرقلة كبيرة في حركة السير والجولان ، حيث ظهرت معظم الشوارع مختنقة خصوصا وان الأمطار جاءت في توقيت تعرف فيه المدينة اكتظاظا بالسيارات والمارة . وزادت هذه الأمطار من تدهور في وضعية الطرق والأزقة بعد أن عرت عن الحفر والسواقي التي تخترق بعض شوارع المدينة، وهو ما خلق تذمر في صفوف العديد من أصحاب السيارات المتضررين من تدهور البنية الطرقية بالمدينة.