تمكنت مصالح الدرك الملكي التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بمكناس من فك لغز الجريمة البشعة التي راح ضحيتها شاب في بداية عقده الثالث، وتفكيك عناصر الشبكة الإجرامية المتورطة في حرق الشاب أمين داخل سيارته "هوندا أكور" السوداء اللون. وقد اعتقلت العناصر المذكورة ثلاثة أشخاص من بينهم شرطي يعمل بفرقة محاربة المخدرات التابعة للمصالح الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن مكناس، وشرطي سابق مطرود من الخدمة، ومتعاون آخر، فيما مازال البحث جاريا لإيقاف متهم رابع معروف بالاتجار في المخدرات بمنطقة سبع عيون. وقد علمت "أحداث.أنفو" من مصادرها الخاصة أن العملية كانت محط تتبع واهتمام كبيرين من طرف الجنرال "دو كور دارمي" حسني بنسليمان، الذي وفر كل الإمكانيات اللوجستيكية والبشرية المتخصصة في مثل هاته الجرائم، لتتمكن عناصره وفي ظرف قياسي جدا من إيقاف واعتقال المتهمين في هاته القضية التي استأثرت باهتمام الرأي العام المحلي والوطني، رغم مهنية وخبرة المتهمين. وتعود تفاصيل الملف إلى يوم الحادي عشر من شهر ماي الجاري حين تلقى مركز الدرك الملكي بآيت يعزم التابع لسرية الدرك الملكي بالحاجب، اتصالا هاتفيا حول العثور على سيارة محترقة وبداخلها جثة متفحمة، فعم الخبر ليصل إلى مختلف المصالح الأمنية والداخلية والاستخباراتية التابعة لمكناس، والتي انتقلت على وجه السرعة إلى عين المكان، حيث شوهد بمسرح الجريمة الكولونيل "حسن الغريب" القائد الجهوي للدرك الملكي بمكناس، وهو يباشر التحريات، فيما انتشرت عناصره لإجراء أبحاث محيطية، وأخرى قامت بتنقيط لوحة السيارة، التي أسفرت على أنها تخص سيارة من نوع "هوندا أكور" سوداء اللون، في ملكية شاب في بداية عقده الثالث يدعى "أمين"، ينحدر من منطقة وجدة، ويقطن بحي "لاسيندا" الراقي بمكناس، في حين تكلف الفريق العلمي والتقني برصد كل الأدلة الجنائية المتعلقة بالجريمة المذكورة، والاطلاع على دليل المكالمات الهاتفية الواردة على الضحية، والتي أسفرت عن هوية المتصل الأخير، وهو أحد المسؤولين بفرقة محاربة المخدرات التابعة للمصالح الولائية للشرطة القضائية بمكناس، إلى جانب عدد كبير من الأشخاص من كلا الجنسين، حيث تم استدعاء الجميع والاستماع إليهم في محاضر رسمية. وقد تمكن المحققون الدركيون من تحديد مكان أحد المتهمين، ليتم اعتقاله بمدينة الحسيمة، واقتياده نحو مصالح الدرك الملكي بسرية الحاجب، حيث وبعد محاصرته بكل الأدلة الجينية والحجج الدامغة، اعترف المتهم بالمنسوب إليه، وأقر أنه قام رفقة شخصين أحدهما شرطي بفرقة محاربة المخدرات والآخر شرطي مطرود من الخدمة باختطاف الضحية، بعدما أخبروه أن مذكرة بحث وطنية صدرت في حقه لاتجاره في المخدرات الصلبة، وذلك بهدف ابتزازه والحصول على ملايين السنتيمات، فصفدوه، ووضعوا شريطا بلاستيكيا لاصقا على فمه، ووضعوه في الصندوق الخلفي للسيارة، غير أن هذا الأخير لم يتحمل ذلك، فلقي حتفه مختنقا. بعد ذلك، ورغبة منهم في طمس معالم الجريمة، وإخفاء الأدلة الجنائية، قام المتهمون بحرق جثة الضحية داخل سيارته. غير أن كل ذلك سيتحطم على صخرة التجربة والمهنية العالية لرجال الدرك، الذين فكوا اللغز في ظرف قياسي، واعتقلوا القتلة المجرمين.