بتدشين صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، أمس الأربعاء، نظام محاربة تلوث الساحل الشرقي للدار البيضاء الكبرى، أضحت الحاضرة الاقتصادية للمملكة تحظى بتطهير بنسبة 100 بالمائة، ليتم بذلك وضع حد للخصاص الكبير الذي ظل يعاني منه مجال التطهير السائل بالمدينة بسبب محدودية المنجزات ، تفعيلا لمضامين الخطاب السامي لجلالة الملك في افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية التاسعة سنة 2013. ويعكس هذا المشروع الضخم، ذو الوقع الإيكولوجي القوي، بإجمالي استثمارات تفوق 1,45 مليار درهم، الاهتمام الخاص الذي يوليه جلالة الملك للبيئة والتنمية المستدامة، وجهود جلالته الدؤوبة من أجل تحسين إطار عيش المواطنين والحفاظ على صحتهم. ويعد هذا المشروع، الذي أشرفت على إنجازه شركة "ليديك" التي تتولى تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل بالدارالبيضاء، أحد أهم الرهانات الوطنية للتنمية المستدامة، ويمثل فضلا عن ذلك أكبر استثمارات شركة "ليدك". وينسجم هذا المشروع مع ما أكد عليه جلالة الملك في الخطاب السابق من أن "تقدم المدن لا يقاس فقط بعلو أبراجها، وفساحة شوارعها، وإنما يكمن بالأساس، في توفير بنيتها التحتية، ومرافقها العمومية، وجودة نمط العيش بها". وهكذا، وفي ظل الوضع المعقد الذي شخصه الخطاب السامي، وتفعيلا للتوجيهات الملكية لتجاوز هذا الوضع ، مع ما يتطلبه ذلك من تشخيص عاجل، ومن أجل توفير البنيات التحتية الضرورية ومرافقها العمومية، وتحقيق جودة نمط العيش بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، أفضت جهود المتدخلين إلى تمكين هذه المدينة، التي خصها جلالة الملك نصره الله، بأول زيارة بعد تولي جلالته العرش سنة 1999 ، من نظام لمحاربة تلوث الساحل الشرقي مكن بالتالي من بلوغ نسبة 100 بالمائة من تطهير المياه العادمة. واعتبارا لمكانة الدارالبيضاء كقاطرة للتنمية الاقتصادية، يأتي هذا المشروع الذي دشنه صاحب الجلالة ، ليعزز البنيات التحتية والخدماتية التي تعتبر ضرورية لتجسيد طموح المدينة في التحول الى قطب اقتصادي إقليمي. وسيساهم هذا الورش الوازن، الذي يهم ساكنة تعدادها 2,5 مليون نسمة، في البرنامج الطموح الرامي إلى التأهيل الحضري لمجموع الساحل الشرقي للمدينة، وذلك من خلال تزيين وتثمين الواجهة البحرية، ووصل المياه العادمة الصادرة للمناطق الحضرية الجديدة بالقنوات الاعتراضية، وذلك بغرض بلوغ هدف جوهري ألا وهو إيجاد شواطئ نظيفة تتوفر فيها مياه استحمام تستجيب لمعايير النظافة، وتحفيز حصولها على علامات الجودة، وتعزيز الرصيد السياحي للمنطقة. وقد كلف هذا المشروع استثمارات فاقت 1,45 مليار درهم ، ويعد بحق أحد أهم الرهانات الوطنية للتنمية المستدامة، ويمثل فضلا عن ذلك أكبر استثمارات شركة "ليدك" التي تتولى تدبير قطاع الماء والكهرباء والتطهير السائل بالدارالبيضاء. ويمتد المشروع على طول 24 كيلومترا، ويضم قناتين ساحليتين للاعتراض والتحويل يتراوح قطراهما ما بين 900 و 2500 مليمتر، ومحطة ضخ في زناتة ذات صبيب 3 أمتار مكعب في الثانية، ومحطة للمعالجة القبلية بسيدي البرنوصي تبلغ قدرتها القصوى 11 متر مكعب في الثانية، مزودة بنظام عزل النفايات وإزالة الرمال والشحوم والزيوت، إضافة إلى قناة بحرية في مخرج محطة المعالجة القبلية لسيدي البرنوصي طولها 2ر2 كلم و20 مترا عمقا بالنسبة إلى مستوى سطح البحر. ويرمي المشروع إلى استكمال منظومة حماية شواطئ الكورنيش، ويهدف إلى التقاط وتحويل المقذوفات المباشرة للمياه العادمة الكائنة بين ميناء الدارالبيضاء ومدينة المحمدية، ومعالجتها بشكل قبلي وتصريفها عبر قناة بحرية. وقد تم إنجاز هذا المشروع وفق تكنولوجيا دقيقة لحفر السراديب بغرض ضمان مزيد من السلامة وربح الوقت، كما أن هذه التكنولوجيا تقلل من الإزعاج الذي تسببه الأشغال للقاطنين جوار الأوراش ولمستعملي الطرق. شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)