مباشرة بعد الإعلان عن توقيع برنامجها التعاقدي مع الحكومة، شرعت شركة الخطوط الملكية المغربية في تنفيذ العديد من الإجراءات لإعادة الروح إلى نشاط الشركة التي عانت كثيرا من توالي الأزمات، ما أثر سلبا على نتائجها المالية خلال السنتين الماضيتين. البداية انطلقت من ترشيد تسيير الشركة من خلال فتح المجال أمام الراغبين في الحصول على فرصة المغادرة الطوعية، أما اليوم فقد جاء الدور على تبني استراتيجية تجارية جديدة، عسى ذلك يمنح للشركة قوة جذب واستقطاب جديدة في خضم منافسة قوية فرضها دخول المغرب إلى مرحلة تحرير قطاع النقل الجوي وانتشار شركات “اللوكوست”.أول أمس الاثنين اختار عبد الرفيع زويتن نائب المدير العام التجاري لشركة الخطوط الملكية المغربية عرض هذه الاستراتيجية أمام أنظار ممثلي عدد من المنابر الإعلامية، فكان الحديث في البداية عن الإكراهات التي باتت تواجه الشركة في وقت باتت تعاني فيه من ارتفاع صاروخي لأسعار النفط، والتي تمثل ما يعادل 29 في المائة من تكاليف الاستغلال داخل “لارام”، كما أن الربيع العربي ساهم بدوره في تدني نشاط الشركة إلى جانب تفجير “أركانة” بمراكش، كلها عوامل ساهمت بشكل كبير في تدني النتائج الاقتصادية للشركة. ولتجاوز هذا الوضع عمدت الحكومة في 21 شتنبر الماضي إلى توقيع برنامج تعاقدي مع الشركة، هدفه الأساسي السماح للشركة بالتأقلم سريعا مع مناخها التنافسي. عقدة الأهداف التي تمتد إلى الفترة بين 2011 و2016، تهدف إلى غاية 2013 إلى وضع مخطط لإعادة هيكلة الشركة وذلك من أجل إعادة الروح إلى توازناتها الاقتصادية الكبرى وتعزيز تنافسيتها. أما انطلاقا من 2014 فإن مخططا تنمويا ستستفيد منه الشركة يروم بالأساس تأمين تطور الشركة في أفق تنمية مستدامة في مناخ تنافسي قوي، إلى جانب مساهمة الشركة في مواكبة الأوراش الكبرى للبلد على غرار رؤية 2020 السياحية. برنامج ترشيد تسيير الشركة انطلق من خلال إطلاق برنامج للمغادرة الطوعية، وذلك بشروط تحفيزية، على أن يهم في الفترة بين 2011 و2013، حوالي 1500 شخص تتراوح أعمار معظمهم بين 55 و60 سنة. خلال الفترة السابقة التي تلت توقيع البرنامج التعاقدي، استقبلت إدارة الشركة حوالي 740 طلبا للمغادرة الطوعية، علما أن الشركة تتطلع إلى معالجة 800 ملف في العام الحالي، على أن يتوزع الباقي على السنتين المقبلتين. هذا الإجراء وازاه بالضرورة، يقول زويتن، إجراءات أخرى لا تقل أهمية، من قبيل إحداث صندوق بكلفة 100 مليون درهم، يقوم بتمويل العاملين الراغبين في إحداث مقاولاتهم الخاصة، على أن التمويل لن يشمل سوى تغطية تكاليف التكوين على تسيير المقاولات. إعادة ترشيد تسيير الشركة سيشمل أيضا التخلي عن 10 طائرات، على ألا تحتفظ سوى بالطائرات من الجيل الجديد، وذلك مع العمل على الرفع من معدل استعمال الطائرات، وتطوير إنتاجية أسطول الشركة بحوالي 18 في المائة في أفق 2012، كما يشمل هذا الإجراء، يقول زويتن، تسريع تجانس الأسطول، وهو الأمر الذي سيوفر ربحا اقتصاديا للشركة. لكن الأهم بالنسبة للشركة في الوقت الراهن، يقول زويتن، إبداء اهتمام أكبر بالزبون، وذلك أملا في رفع جاذبية الشركة في مناخ تنافسي قوي، لذلك فإن الشركة ستلجأ إلى توفير منتوجات إلكترونية لفائدة الزبون لترفيهه خلال فترات الرحلة، إلى جانب إطلاق منتوجات جديدة خاصة بالأطفال تشمل هدايا ومأكولات خاصة. إلى جانب ذلك حافظت الشركة على مجانية حمل الأمتعة في حدود 23 كلغ، كما ستعمل الشركة على الاستثمار في التكنولوجيات الحديثة من خلال ملائمة عروض الشركة للمستجدات على الساحة، من قبيل تحديث الموقع الإلكتروني الذي سيسمح للزبناء بالحجز مباشرة من خلال الأنترنيت، حيث بات أهم موقع إلكتروني يحقق أعلى مبيعات بالسوق المغربي، برقم معاملات في حدود 1,3 مليار درهم في العام الماضي.