أكادير/04 ماي 2015/ومع/ تم عرض فيلم "الأرض الموعودة" لمخرجه السويسري فرانسيس روسر، مساء الاثنين بقاعة بلدية أكادير، في افتتاح فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي للشريط الوثائقي بأكادير(فيدادوك)، التي تتواصل إلى غاية 9 ماي الجاري. ويحكي هذا الشريط (85 دقيقة، 2014) مسار فيليب سافوي، رئيس فرقة موسيقية بإحدى ثانويات مدينة فريبورغ، الذي قرر اصطحاب 55 من تلامذته إلى فلسطين ليقدموا عروضا موسيقية هناك، حيث سيكتشف الجميع خلال تنقلهم، من بيت لحم إلى رام الله مرورا بالقدس والخليل، بين نقاط التفتيش و الكنائس و مخيمات اللاجئين و مراكز السياحة في البحر الميت، أرضا مشتتة وبلدا ممزقا بين سلام مشروط وإهانة متواصلة للشعب الفلسطيني. وأوضح مخرج الفيلم في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا الشريط، الذي تم تصويره في عشرة أيام هي مدة الرحلة، "يستعيد مسار 55 تلميذا ذهبوا لاكتشاف هذه الأجزاء المتقطعة الأوصال التي غدت تسمى فلسطين، ولكن أيضا للقاء مغنين وموسيقيين فلسطينيين". وأكد أن الفيلم يلخص "مسار رحلة في ساعة ونصف من المشاعر الجياشة تتناول قضايا المنفى و التطلع إلى السلام، على خلفية قراءات شعرية من أعمال الشاعر الفلسطيني محمود درويش بصوت الفنانة السورية اللبنانية دارينا الجندي". ومن جهته، أبرز المندوب العام للمهرجان هشام فلاح أن برمجة دورة هذه السنة تعد بالسفر إلى مناطق حبلى بالتقلبات "من فلسطين الداخل الى فلسطين الشتات، فلسطين المتأرجحة بين الحداثة وواجب الذاكرة، إلى مصر ما بعد ساحة التحرير، ثم القارة الإفريقية في وهجها و ديناميكيتها". وأشار إلى أن مهرجان الفيلم الوثائقي يسعى، في غياب قاعة سينمائية بأكادير، إلى ضمان إشعاع الفن السابع بمختلف المناطق الحضرية على مدى أسبوع كامل، بدءا برحاب المؤسسات الجامعية إلى دور الأحياء مرورا بالفعاليات الجمعوية، "أي أننا نحاول باختصار أن نعرض في أماكن لم تتعود على عرض الأفلام". وبحسب المنظمين، فإن هذه التظاهرة، التي تشرف عليها جمعية الثقافة والتربية بالوسائل السمعية البصرية، "تسعى إلى إعطاء الكلمة للشعوب"، من خلال برمجة مسابقة دولية تتضمن عشرة أفلام من مختلف بقاع المعمور تتجاوز مدتها 52 دقيقة وتعرض للمرة الأولى بالمغرب. وتتبارى هذه الأشرطة على الجائزة الكبرى التي تحمل اسم مؤسسة المهرجان الراحلة "نزهة الدريسي" و "جائزة لجنة التحكيم" و "جائزة حقوق الإنسان"، تحت إشراف لجنة تحكيم تضم في عضويتها كلا من الصحافي المغربي كريم بخاري ومديرة مهرجان السينما العربية والمتوسطية ببرشلونة مريتتكسل براغولات فالفيردو والمخرجة والمنتجة والموزعة المصرية مريان خوري و الكاتبة والمخرجة والمنتجة الملغاشية ماري كليمون أندريومونا بايس. وبالمقابل، ستمنح القناة الثانية "دوزيم" جائزتها الكبرى "خفقة قلب"، فيما تمنح لجنة تحكيم أخرى تتكون من عشاق السينما الأكاديريين و من بعض المخرجين الشباب من مختلف أنحاء المغرب جائزة الجمهور باسم الناقد الراحل "نور الدين كشطي". وأفردت هذه الدورة التفاتة خاصة للسينما السويسرية من خلال عرض ستة أشرطة، بينما خصصت برنامجا موضوعاتيا للذكرى الخمسين من الهجرة المغربية ببلجيكا عبر عرض 3 أفلام، فضلا عن الحضور الوازن لوفد رسمي من المهنيين الذين قدموا من برشلونة لتمثيل الإنتاج الكاطالاني في مختلف الأنشطة المهنية والتربوية للمهرجان. ومن منطلق انشغاله ببعده المحلي، لم يأل مهرجان أكادير جهدا في تنويع عروضه السينمائية بمختلف ضواحي الجماعة الحضرية لأكادير لعموم الجمهور كما لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية والجامعية و برمجة عروض أخرى بالمركب الثقافي جمال الدرة، فيما يتم تقديم عروض مسائية بعدة مناطق بالهواء الطلق بفضل وحدات العروض المتنقلة. كما تخصص هذه الدورة التفاتة للإنتاج الوثائقي لعدد من البلدان الأوروبية لاسيما من سويسرا و والوني بروكسيل و كاطالونيا وجهة أكيتان الفرنسية وفنلندا وغيرها، فضلا عن مواصلة الاشتغال على مشروع "الخلية الوثائقية"، التي أطلقها مهرجان فيدادوك منذ ثلاث سنوات، بهدف الكشف عن المواهب ومواكبة المخرجين الشباب المهتمين بالإنتاج الوثائقي. وتميز حفل افتتاح الدورة السابعة لمهرجان الفيلم الوثائقي على الخصوص بحضور رئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة السيد إبراهيم الحافيدي ورئيس الجماعة الحضرية لأكادير السيد طارق القباج وعدد من المخرجين والممثلين والفنانين المغاربة والأجانب.