إصورا هو اسم المهرجان السينمائي الذي شهدت قاعة دار الثقافة بالحسيمة حفل افتتاح دورته الأولى مساء يوم الجمعة الماضي، بمبادرة من جمعية الريف للسينما والتنشيط الثقافي، رغبة من هذه الجمعية في استثمار الرصيد الإبداعي للمدينة، من أجل خلق تظاهرة سينمائية قادرة على المساهمة في الإشعاع الفني والتأهيل السياحي للمنطقة. حفل افتتاح المهرجان الذي حضره جلول صمصم والي جهة تازةالحسيمةتاونات، ورئيس الجهة محمد بودرا، ورئيسة المجلس الحضري للمدينة فاطمة سعدي، تم فيه تكريم اسمين ارتبطا بالنضال السينمائي بمدينة الحسيمة، هما عبد السلام اللوزي الذي كان أول رئيس ناد سينمائي بالحسيمة، والتقني السينمائي رشيد بلقايدي الذي اشتغل سنوات طويلة في مجال السينما. كما شهد الحفل تقديم كلمة تعريفية بالمهرجان وأهدافه ألقاها رئيس الجمعية المنظمة ومدير المهرجان سعد الدين الرحموني، بالإضافة إلى تقديم لوحة غنائية من التراث الفني الخاص بالمنطقة، ولوحة فنية أخرى عبارة عن رسم لبورتريه الملك الراحل محمد الخامس بواسطة تقنية القص، أنجزها الفنان التشكيلي محمد أزوكاغ الذي شارك في النسخة الأخيرة من مسابقة المواهب "أراب غوت تالنت". ولأول مرة يحدث أمر فريد من نوعه في مهرجان سينمائي مغربي، حيث آثر المنظمون أن يتم عرض فيلم الافتتاح في بداية الحفل، قبل الفقرات الفنية والتكريمية، حيث وجد الجمهور الحاضر في القاعة نفسه منذ إعلان بداية الحفل أمام فيلم "الوشاح الأحمر" للمخرج محمد اليونسي، الذي حضر إلى الحسيمة رفقة زوجته الإعلامية يسرى طارق، التي شاركت بدور أساسي في الفيلم. وبالرغم من أن الفيلم تم عرضه بواسطة آلة عرض "دي في دي"، فقد مرت أجواء مشاهدته في ظروف جيدة، داخل قاعة دار الثقافة التي تتسع لحوالي ثلاثمائة شخص، والتي هُيئت من الناحية التقنية بمساعدة من أطر المركز السينمائي المغربي. المهرجان تم تعيين لجنة تحكيم مغربية للحسم في الأفلام التي ستتُوج فيه، برئاسة المخرج المغربي عبد الكريم الدرقاوي، وعضوية طارق خلامي من المركز السينمائي المغربي، والمخرجة والممثلة المغربية فاطمة أكلاز، والممثلة المغربية نجاة خير الله، والناقد السينمائي عبد السلام اللوزي. وتشتمل البرمجة على مجموعة من الأفلام القصيرة من المغرب ومن بلدان أجنبية، ضمن المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى بانوراما للأفلام القصيرة المغربية، وعرض أفلام مغربية طويلة في الهواء الطلق. وضمن الفقرة الخاصة بالدروس السينمائية، تم تنظيم صبيحة السبت لقاء مفتوح مع المخرج والسيناريست المغربي عبد السلام الكلاعي، حول موضوع "سينما الواقع والحياة"، وقام الممثل المغربي محمد الشوبي بتأطير ورشة في التشخيص، بينما تكلف المخرج المغربي ادريس شويكة الذي يشغل مهمة المدير الفني للمهرجان بتأطير ورشة في الإخراج. مجموعة من الفنانين المغاربة لبوا دعوة الحضور إلى هذا المهرجان، من بينهم المخرجون محمد عبد الرحمان التازي، حسن بنجلون، لحسن زينون، سلمى بركاش، والممثلات عائشة ماهماه، نعيمة بوحمالة، شيماء بنعشا، وخديجة عدلي. وقد أوضح سعد الدين الرحموني مدير المهرجان في تصريح خص به جريدة "الأحداث المغربية" وموقع "أحداث.أنفو" بأن هذا المهرجان السينمائي الأول لمدينة الحسيمة، تم اختيار شعار له "السينما رافعة حقيقية للتنمية المستدامة بالريف"، وموضوعه يتمحور حول الصورة التي يمر عبرها عدد هائل من المعلومات قبل أن تترسخ هذه المعلومات في الذهن. وأضاف بأن كلمة إصورا التي تم اختيارها اسما للمهرجان، تعني "أفلام"، وبأنه بالرغم من أن هذه الكلمة تعني في اللغة الأمازيغية الجداول أو العيون أو الأنهار، فإن لها مشتقات وروافد، وتعني كذلك "أفلام"، وهو المعنى الذي يستعمله الأمازيغيون في البلدان المغاربية الأخرى. وقال بأن الأمازيغية ينبغي أن يتم إغناؤها بكلمات ومصطلحات جديدة، بإدماج الثقافات المغربية المتنوعة الأخرى. أحمد الدافري