الحزن كان هو العنوان الأبرز لحفل افتتاح الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم الذي احتضنته قاعة سينما روكسي بطنجة مساء يوم الجمعة الماضي. فبعد الكلمة الافتتاحية التي ألقاها فؤاد العماري عمدة مدينة طنجة والتي عزى فيها الفنانين المغاربة في وفاة الفنانين المغاربة الذين وافتهم المنية مؤخرا، طلبت مقدمة الحفل فاطمة النوالي من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت ترحما على روح الفقيدين، قبل أن يتم عرض صور الراحلين الإحدى عشر الذين فقدتهم الساحة الفنية والسينمائية في الفترة بين الدورة الماضية والدورة الحالية للمهرجان، وهم : الممثل والكاتب المسرحي أحمد الطيب العلج، الممثلون محمد مجد حسن، مضياف، عزير العلوي، أحمد لهليل ومحمد لحريشي، والمخرج محمد مرنيش، والموزع ومستغل القاعات السينمائية محمد البلغيثي، والممثلة ومصممة الملابس نعيمة سعودي البوعناني، ومصحح الأوان محمد بايزو، والسيناريست والناقد السينمائي محمد سكري. فقرة التكريم التي شهدها حفل الافتتاح لم تخل هي الأخرى من لحظات أسى وحزن اغرورقت فيها دموع بعض الحاضرين وهم ينظرون إلى الممثل القدير محمد بن إبراهيم وهو يقاوم مرض السكري الذي أفقده البصر، وينحني أمام الجمهور بخشوع لحظة تسلمه درع التكريم دون أن تسعفه حالته الصحية على تقديم الكلمة. الأحاسيس نفسها هيمنت على اللحظة التي تم فيها تسليم درع التكريم إلى الممثلة القديرة عائشة ماهماه التي أمتعت المغار بة بأدوارها الجميلة في أفلام مغربية ناجحة، والتي جاءت لتشاطر السينمائيين عرسهم في طنجة بالرغم من معاناتها الشديدة مع المرض. الممثل الكبير عبد الله العمراني كان هو ثالث الأسماء التي حظيت بالتكريم في حفل الافتتاح، والذي انتزع لنفسه حق إلقاء كلمة مقتضبة شكر فيها جمهور مدينة طنجة الذي يساهم من خلال حضوره المكثف وتشجيعه الكبير للفنانين المغاربة في منح الكثير من الألق على فعاليات المهرجان. وبعد تقديم أعضاء لجنة تحكيم الفيلم الطويل التي يرأسها المنتج والمخرج وكاتب السيناريو الفرنسي جاك دورفمان وأعضاء لجنة الفيلم القصير التي يرأسها وزير التربية الوطنية السابق والخبير في مجال التواصل أحمد خشيشن، اختتم الحفل بعرض جزء من فيلم وثائقي في طور الإنجاز للمخرج علي الصافي يرصد فيه المسار السينمائي والثقافي والأدبي للمخرج المغربي الراحل أحمد البوعناني. أحمد الدافري