أعلن الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة صحافية ان اتصالات تجري بين اجهزة الاستخبارات الفرنسية والسورية رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقال في مقتطفات من مقابلة أجرتها شبكة التلفزيون الفرنسية "فرانس-2" معه "هناك اتصالات، لكن لا تعاون"، وذلك ردا على سؤال حول ما اذا كانت هناك علاقات بين أجهزة استخبارات البلدين. وأضاف الاسد موجها كلامه الى الصحافي الفرنسي "لقد التقينا ببعض المسؤولين في اجهزة استخباراتكم، لكن لا يوجد تعاون" ولا تبادل معلومات. وتابع ان هؤلاء المسؤولين الفرنسيين "قدموا الى سوريا، في حين اننا لم نذهب الى فرنسا. قد يكون مجيئهم لتبادل المعلومات، لكن حين تريد ان يكون لديك هذا النوع من التعاون، لا بد من وجود حسن النية لدى الطرفين". ولم يوضح الرئيس السوري متى قام هؤلاء المسؤولون الفرنسيون بزيارة سوريا، مؤكدا ان باريس هي التي طلبت اجراء اللقاء. وأضاف "لقد التقيناهم. لقد حصل اجتماع معهم"، مؤكدا ان السوريين لم يطلبوا "اي شيء من اجهزة الاستخبارات الفرنسية". وردا على سؤال حول وجود هذه الاتصالات الثنائية بين البلدين، رفضت وزارة الخارجية والادارة العامة للامن الخارجي (الاستخبارات الفرنسية) التعليق. وردا على سؤال عما اذا كانت السلطات السورية اعتقلت جهاديين فرنسيين، اكد الاسد انه ليس هناك "اي منهم في سجوننا"، مضيفا "ليس لدينا الا معلومات، غالبية هؤلاء الجهاديين يأتون الى هنا للقتال والموت والذهاب الى الجنة". واكد الرئيس السوري "نحن مهتمون دوما بالحوار مع اي كان"، وذلك ردا على سؤال حول امكانية استئناف العلاقات بين دمشقوباريس، ولكنه استدرك قائلا "ولكن كيف يمكننا التحاور مع نظام يدعم الارهاب في بلدنا؟". واضاف ان "فرنسا وبريطانيا هما رأس الحربة ضد سوريا"، مؤكدا ان "احدا لم يعد يأخذ على محمل الجد تصريحات المسؤولين الفرنسيين لسبب بسيط هو ان فرنسا اصبحت نوعا ما تابعا للسياسة الاميركية في المنطقة. هي ليست مستقلة ولا وزن لها ولم يعد لديها اي مصداقية". وكان عدد من الدبلوماسيين صرحوا في نهاية 2013 ان سفراء وعناصر من اجهزة الاستخبارات الاوروبية عاودوا زياراتهم الى دمشق للاتصال بالمسؤولين السوريين. وقال احد هؤلاء الدبلوماسيين في تلك الفترة لوكالة فرانس برس، ان فرنسا ارسلت مسؤولين في اجهزة الاستخبارات حيث التقيا في دمشق اللواء علي مملوك المسؤول في الاستخبارات السورية، للاستفسار منه حول ما اذا كان مستعدا لاستئناف العلاقات بين اجهزة البلدين كما كان قائما في السابق. ورد المملوك، حسب المصدر نفسه، بالقول ان دمشق مستعدة لاستئناف التعاون شرط اعادة فتح السفارة الفرنسية في دمشق. وكانت باريس اغلقت في مارس 2012 سفارتها في دمشق احتجاجا على قمع النظام للتظاهرات المناهضة له. ومنذ سنتين يطالب بعض السياسيين الفرنسيين باعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الا ان الرئيس فرنسوا هولاند يرفض ذلك بشكل قاطع.