أفادت مصادر تابعة للاستخبارات المغربية في باريس ل "الأيام 24" أن هناك تحقيقات تم فتحها لتبين حقيقة ما إذا كان الجيش الإلكتروني السوري قد قدم مساعدات للجزائر في اختراق وتسريب وثائق حساسة للدبلوماسية والمخابرات العسكرية المغربية في موقع "تويتر" تحت حساب "كريس كولمان 24". وقالت مصادرنا المطلعة أنه بات من شبه المؤكد أن "الجيش السوري الإلكتروني" المعروف اختصارا ب "AES" قد يكون ساعد الجزائر في اختراق وثائق ومراسلات سرية للرباط وقاعدة بيانات واسعة لوزارة الخارجية المغربية ومراسلاتها مع العديد من الدبلوماسيين والسفراء والصحفيين المغاربة بالخارج.
ونفت ذات المصادر أن تكون الجهة التي تقف وراء حساب "كريس كولمان 24" قد اخترقت أجهزة المخابرات المغربية وقاعدة بياناتها السرية بل قامت باختراق حسابات إلكترونية لأشخاص يتعاملون مع جهاز الاستخبارات الخارجية المغربية عبر الرسائل الإلكترونية في الغالب تكون عبر رسائل نصية يتم إرسالها عبر حسابات "ياهو"، الفرنسي الذي يمكن لأي "هاكر" مبتدئ أن يخترقه بسهولة.
وأكدت مصادرنا أن ذلك كان خطأ كبير تتحمل مسؤوليته أجهزة الاستخبارات الخارجية "لادجيد" إذ لا يعقل أن تتوصل هاته الأجهزة وأن تراسل مصادرها عبر رسائل إلكترونية مفتوحة في حسابات عالمية تطلع عليها إدارات هذه المواقع حتى في حالة عدم اختراقها وقرصنتها، "لا يمكن إطلاقا إرسال معلومة استخبراتية عبر مواقع مثل "ياهو" أو "هوت مايل" أو "جي ميل".. لا يمكن أن يقع ذلك وخصوصا عندما تكون المعلومة حساسة"، تقول مصادرنا وتضيف : "لا أعرف كيف يمكن الوقوع في هذا الخطأ، إذ جرت العادة أن تتعامل كل الاستخبارات الخارجية العالمية مع مصادرها ودبلوماسييها عبر قاعدة بيانات مشفرة ومؤمنة ومحمية وسرية للغاية، إنه خطأ قاتل سنؤدي ثمنه غاليا ".
وكشفت مصادرنا أن الجيش السوري الإلكتروني المتمرس في الجاسوسية والقرصنة والاختراق عبر الشبكة العنكبوتية يربط علاقات وطيدة بمسؤولين استخباراتيين جزائريين تابعين ل "المديرية المركزية للأمن الخارجي" ينشطون بقوة في باريس تحت مظلة سفارة الجزائر في العاصمة الفرنسية، وأن عناصر تابعة للاستخبارات الخارجية السورية تتلقى ملايين من الأرو كدعم لنظام بشار الأسد من قبل الجزائر التي تعتبر الدولة العربية الوحيدة التي مازالت تعبر عن دعمها القوي لنظام بشار الأسد في سوريا.
وبررت مصادرنا مساعدة الجيش الإلكتروني السوري للجزائر عبر قضية "كولمان" كجزاء لها على موقفها في دعم بشار الأسد ودورها في لعب دور الوسيط بين سورياوفرنسا لتزكية النظام القائم ودفع فرنسا للحياد على الأقل في القضية، وانتقاما من المغرب التي اتخذ مسافة من النظام السوري وردا على دعم المغرب لمجموعة أصدقاء سوريا.
ولم تنف مصادرنا أن تكون "تسريبات كولمان" قد لعبت دورا في صب مزيد من الزيت على العلاقات المتوترة بين الرباطوباريس على اعتبار أن حساب "كريس كولمان 24" على التويتر مفتوح في باريس وعلاقة الجزائر بالموضوع واضحة، كما أن أغلب الوثائق التي تم نشرها والتي همت مراسلات لصحفيين ودبلوماسيين مغاربة إلى "لادجيد" كانت عبر حسابات إلكترونية مفتوحة عبر "ياهو" الفرنسي مما يطرح العديد من علامات الاستفهام حسب مصادرنا في احتمال تورط باريس في قضية "كولمان" كذلك أو على الأقل كانت على علم بالتنسيق الاستخباراتي الجزائري السوري الإلكتروني للنيل من الرباط.
وكان المغرب قد اتهم بشكل رسمي الجزائر بالوقاوف وراء تسريبات "كريس كولمان 24"، واتهم وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار في لجنة الخارجية في مجلس المستشارين الجزائر بأنها وراء تسريب ما يعرف ب "وكليكس المغرب"، حيث تقوم جهة تحت حساب على تويتر بإسم "كريس كولمان24" بنشر وثائق سرية تخص الشؤؤن العسكرية والدبلوماسية السرية للملكة المغربية.
وللإشارة كان الجيش السوري الإلكتروني قد اخترق العديد من المواقع العالمية ومنها مواقع تابعة ل "تويتر" و"نيويورك تايمز" و"أشوسييتد بريس" و "رويترز" و"العربية" .. كرد منها على موقف هذه المواقع من النظام السوري، حيث تم استبدال الصفحات الرئيسية لهذه المواقع بشعار الجيش السوري ردا من الجيش الإلكتروني السوري على ما اعتبره تلفيقا للأخبار "الكاذبة" عن سوريا تقوم هذه المواقع المستهدفة بالترويج له.