استنكر حشد غفير من ساكنة حي وجه عروس الشعبي بمكناس الثلاثاء الأخير عدم حضور سيارة الإسعاف التابعة للوقاية المدنية رغم الاتصالات الكثيرة التي ربطتها عناصر الأمن ومواطنين لنقل شاب مصاب بجروح بليغة نتيجة تعرضه لطعنة سكين على مستوى الرأس فقد على إثرها كميات كبيرة من دمائه غيرت لون وجهه الأسمر إلى أصفر شاحب إيذانا باقتراب مرحلة الإغماء. أكثر من ساعة ورجال الأمن التابعين للدائرة الأمنية 13 ومعهم عدد كبير من المواطنين المتجمهرين حول المصاب، يترقبون وينظرون يمينا وشمالا لعلهم يرمقون سيارة الإسعاف التي طال انتظارها وعلامات الغضب والامتعاض بادية على ملامحهم، يرددون عبارات الاستنكار والاستهجان، لاسيما أن هناك ضحية غارق في دمائه التي تكبدت على خده وأسفل ذقنه في منظر مرعب جعل الأم تخر مغمى عليه بمجرد مشاهدتها لفلذة كبدها والدماء تحجب جزء كبيرا من ملامحه وأطرافه ترتجف. المواطنون الحاضرون ومعهم رجال الأمن تفتقت قريحتهم على فكرة تقديم بعض الإسعافات للمصاب عبر اقتناء ضمادة من الصيدلية المجاورة لمسرح الحادث ولفها على رأس المصاب في محاولة منهم لوقف النزيف المنبعث من جرح غائر بجمجمته. في حين لم يجد بعض أصدقاء الضحية وسيلة لتقديم المساعدة لصديقهم وابن حيهم سوى مده بقليل من الماء والحليب وسيجارة مشتعلة ظنا منهم أنها ستحد من ألمه وتهون عليه وتحافظ على وعيه إلى حين قدوم سيارة الإسعاف التي لم تحضر، ليقرر رجال الأمن بمعية بعض أقاربه نقله على متن سيارة خاصة صوب مستشفى محمد الخامس لتدارك الموقف قبل فوات الأوان، ثم اللحاق به استكمالا للأبحاث التي تم فتحها بمسرح الحادث، والتي تفيد أن المصاب تعرض لهجوم مباغث من قبل شاب آخر بواسطة سكين عالجه به على مستوى الرأس حينما كان جالسا بمقهى بالحي المذكور، ليستل هذا الأخير بدوره سكينا ودخلا في مواجهة استعملا فيها السلاح الأبيض وتواصلت "المعركة" خارج المقهى، وانتهت بجروح خطيرة وغائرة أصيب بها الشابان وفرار المعتدي الذي قيل إنه اعتُقل بعد ذلك. في حين تم إخلاء سبيل غريمه بعد رتق جرحه بعدة غرز بعد نزال حام في التشرميل لأسباب تبقى مجهولة وهي التي سيكشف عنها المحققون.