افتتح مساء الأربعاء بمعهد ثيربانتيس بالرباط المهرجان الأول للسينما اللاتينية الذي ينظمه المعهد بتعاون مع سفارات البلدان المشاركة والذي يعرض تسعة أفلام، بشريط مطول من كولومبيا معنون ب "لوس بياخيس ديل بيينطو" (أسفار الريح). ويحكي الفيلم قصة "إيغناسيو كارييو"، المنشد الذي يقطع القرى والفيافي حاملا آلة الأكورديون، ليقرر ذات يوم القيام بآخر سفر على امتداد منطقة شمال كولومبيا، وإعادة الأكورديون إلى صاحبه العجوز نهائيا. يجوب كاربيو هذه الفيافي رفقة شاب يدعى "فرمين"، وفي الطريق يعيش مغامرات ولقاءات تتيح التعرف على تنوع ثقافات وطبيعة ساحل كولومبيا الشمالي المطل على بحر الكرايبي. وقال سفير كولومبيا في المغرب السيد ريناطو سالثار في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ان السينما في كولومبيا تمتد في الزمن إلى بداية القرن الماضي، حيث بدأت بالأفلام القصيرة، ثم تحولت في الستينات إلى الأفلام الطويلة، وعرفت أوج ازدهارها في ثمانينيات القرن المنصرم، بفضل "غرفة فوسيني" التابعة للدولة والتي كانت تدعم السينما ماديا، مشيرا إلى أن هذا الدعم توقف سنة 2000، وحاليا تقوم معظم الأفلام على ميزانيات ضعيفة مما جعل السينما تتحول إلى ما يسمى ب"سيني آرتي" أو سينما الفن. وتابع أن السينما اليوم في كولومبيا تنقسم إلى نوعين: سينما الفن والتي ينتمي إليها شريط "أسفار الريح" والسينما التجارية التي تمولها القنوات التلفزيونية الكبيرة، والتي تصدر إلى الخارج خاصة على شكل مسلسلات كما هو الشأن بالنسبة للمسلسلات التي تعرض في المغرب، مضيفا أن المواضيع التي تتناولها السينما الجادة في كولومبيا تكتسي طابعا اجتماعيا كتناول قضايا تهريب المخدرات والتهميش والفقر وغيرها. وبخصوص الفيلم الذي تم عرضه، والذي شارك في مهرجان كان عام 2009، قال السفير الكولومبي إنه "يتحدث عن شمال كولومبيا وعن الثقافة الساحلية التي تطل على بحر الكارايبي وهو شبيه بالبيئة التي يتناولها الكاتب الكولومبي الكبير غارثيا ماركيث في رواياته، بيئة الزمن الدائري مع رؤية تراجيدية للحياة والمزج بين الواقع والفانطازيا تماما كما في أعمال ماركيث"، مشيرا إلى أن آلة الأكورديون متداولة في الموسيقى الفولكلورية لشمال كولومبيا. للتذكير فإن المهرجان الأول للسينما اللاتينية يستمر إلى غاية 18 أبريل الجاري، بعرض شريط من بلد لاتيني كل يوم، وهذه الأشرطة هي على التوالي "طاكسي بارا تريس" (الشيلي) و"كاسادينترو" (البيرو) و"إيل أولتيمو صولدادو" (بناما) و"إين إيل أومبليغو ديل ثييلو" (المكسيك) و"كرانتشو" (الأرجنتين) و"لا مونتانيا" (جمهورية الدومينيك) و"إيل دياريو دي بوكارامانغا" (فنزويلا) و"طامبيين لا يوفيا" (إسبانيا). شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)