مكنت البعثة الاستكشافية المؤسساتية رفيعة المستوى الأولى التي نظمت يومي 30 و31 مارس الماضي في هانوي، برئاسة الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية، محمد عبو، بإدراج فيتنام كسوق مستهدفة على المدى المتوسط بالنسبة للمغرب، في حين ستتلوها العديد من البعثات الفيتنامية نحو المغرب خلال الأشهر المقبلة. وأوضح بلاغ ل"المغرب-تصدير" الذي نظم هذه البعثة بتعاون وثيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون وسفارة المغرب في هانوي، وبدعم من غرفة التجارة والصناعة الفيتنامية والسفارة الفيتنامية في الرباط ، أن هذا الحدث يندرج في إطار تعزيز التنسيق في مجال الدبلوماسية الاقتصادية. وأضاف المصدر ذاته أن هذه البعثة تندرج أيضا في إطار مقاربة ترويجية مبتكرة تهدف إلى تحضير السوق الفيتنامية، على المدى المتوسط، لاستقبال الصادرات المغربية، وستمكن بالتالي من التوفر على رؤية حقيقية لبلورة خطة عمل تهم هذه السوق. وأشار إلى أن هذه الخطوة ستليها خطوات أخرى تستهدف أسواقا أخرى في أمريكا اللاتينية، وتتمثل في السوق البرازيلية (ماي المقبل)، والأرجنتينية والشيلية، فيما سيتم استكشاف منطقة آسيا في المرحلة الثانية على مستوى دولة ماليزيا. وتشكل البعثات الاستكشافية فرصة لممثلي القطاعين العام والخاص بالمغرب لإجراء اتصالات مباشرة مع المؤسسات وأرباب العمل والجمعيات المهنية وكبريات الشركات الفيتنامية بغرض تحديد أهمية هذه الأسواق بالنسبة لقطاعات الأنشطة المغربية، والفرص الجديدة للتبادل والشراكة من أجل تنويع وجهات الصادرات المغربية. وحسب بلاغ "المغرب- تصدير"، فقد تم تنظيم منتدى للأعمال ترأسه الوزير المغربي ونائب وزير التجارة والصناعة الفيتنامي، عرف مشاركة أزيد من 100 مقاولة فيتنامية. وتمت تعبئة هذه المقاولات بدعم من غرفة التجارة والصناعة الفيتنامية، وهي أول مؤسسة مكلفة بتنمية القطاع الخاص في الجمهورية الاشتراكية الفيتنامية. وشكل هذا المنتدى فرصة لممثلي الجمعيات والفيدراليات المهنية المشاركة في البعثة لتسليط الضوء على مؤهلات قطاعاتها وكذا الفروع التي توفر إمكانية للتبادل والشراكة على أساس الدراسة التي قام بها "المغرب تصدير" داخليا. وأشار البلاغ إلى أن النقاش في هذا المنتدى أبرز إقلاع فيتنام برؤيتها 2050 باعتبارها اقتصادا ينفتح على منطقة الآسيان وكوريا الجنوبية واليابان والصين واستراليا ونيوزيلندا وروسيا وبيلاروسيا، وكذا تحالف المحيط الهادي، إضافة إلى الاتفاق الذي ستوقعه مع الاتحاد الأوروبي والذي بلغ مراحله النهائية، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق سيشكل خطوة أولى لتطوير رؤية أفريقيا لدى الحكومة الفيتنامية. وفي هذا السياق، أبرز الوفد المغربي انفتاح المملكة على محيطها الإقليمي والدولي بغرض تطوير محور الفيتنام- المغرب- الاتحاد الأوروبي- إفريقيا، ولاسيما في مجالات النسيج وصناعة الجلود، وتربية الأحياء المائية، والتوابل، والصناعات الغذائية، وتكنولوجيا الإعلام والاتصال. وفي إطار هذا المنتدى، تم عقد اجتماع ثنائي بين الوزير المغربي ونظيره الفيتنامي، مكن من تسليط الضوء على إرادة البلدين في تعزيز سبل التعاون والشراكة في المجال الاقتصادي والتجاري، فيما سيمكن تكثيف الزيارات على المستوى السياسي والاقتصادي من تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين، والاستفادة من المؤهلات التي تم إبرازها في العروض التي قدمت خلال المنتدى. وتم على هامش المنتدى التوقيع على مذكرة تفاهم بين "المغرب- تصدير"، ونظيره الفيتنامي "فييترايد"، تنص على تعزيز التعاون المؤسساتي وتطوير الأنشطة الترويجية الكفيلة بتعزيز العلاقات التجارية بين المقاولات المغربية ونظيراتها الفيتنامية. وإضافة إلى ذلك، تم إثر هذا المنتدى عقد اجتماع في وقت لاحق في مقر "فييترايد"، بهدف بحث الأنشطة الكفيلة بتطوير العلاقات بين رجال الأعمال في كلا البلدين، فيما اتفق المديران العامان على إحداث خطة عمل مدتها ثلاث سنوات. وهكذا، دعا المدير العام ل"فييترايد" المغرب إلى المشاركة في المعارض التي تنظم في فيتنام، ولا سيما الدورة الأولى لمعرض "فود إكسبو 2015″ بهانوي في شهر ماي لمقبل، مشيرا إلى أن "فييترايد" بصدد تشييد قصر للمعارض ذي بعد دولي لتعزيز انفتاح الاقتصاد الفيتنامي. من جانبه، اقترح "المغرب- تصدير" إيفاد وفد من رجال الأعمال إلى المغرب لتعزيز المعرفة بجميع الامكانات التي يتيحها الموقع الاستراتيجي للمملكة بمنطقتها. وتم على هامش هذا المنتدى أيضا، تنظيم خمسين لقاء عمل بين رؤساء ومديري المؤسسات العمومية والخاصة المغربية ونظرائهم، وكذا المجموعات والمقاولات الفيتنامية الكبرى. وهي اللقاءات التي مكنت من تحديد الفرص قصيرة ومتوسطة المدى سواء على مستوى التصدير أو الشراكة. وسجل ممثلو هذه القطاعات أن بعض المنتوجات تصل إلى السوق الفيتنامية عبر دول وسيطة. كما تم تحديد قطاعات أخرى واعدة يتعين تطويرها خلال السنوات الأربع المقبلة ، ويتعلق الأمر بكل من تكنولوجيا الإعلام والاتصال، والصناعات الدوائية، ولاسيما الأدوية الجنيسة، بالنظر إلى أن فيتنام تستورد 60 بالمائة مما تستهلكه في هذا المجال. وخصص اليوم الثاني من البعثة الاستكشافية لزيارات ميدانية قام بها الوفد المغربي، ولاسيما المناطق الصناعية التي تستقر بها عدة مجموعات كبرى من كوريا الجنوبية واليابان بما فيها شركة "سامسونغ" العملاقة، وفضاءات التوزيع، وحظيرة التكنولوجيا العليا بهانوي، ومجموعة فيتنامية عمومية كبرى مكلفة بإدارة قطاع الاستيراد والتصدير والتوزيع، وبناء الفنادق، والمطاعم في جميع أنحاء التراب الفيتنامي. شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)