خلفت وفاة المدعي العام التركي، محمد سليم كيراز، متأثرًا بجراحه البالغة التي أصيب بها خلال احتجازه من قبل شخصين، ظهر يوم الثلاثاء، صدمة في تركيا. وأفاد مدير الصحة في إسطنبول "سلامي ألبايراق"، في حديثه للصحفيين أمام مستشفى فلورانس نايتغيل، التي كان يعالج بها كيراز، أن المدعي العام وصل إلى المستشفى في حالة خطيرة، عقب إطلاق النار عليه من قبل شخصين في القصر العدلي بإسطنبول، وأنه توفي رغم كل المحاولات التي قام بها الأطباء. وأشارت رئيسة جامعة المعرفة بإسطنبول "تشاولان تشيفتشي"، أن "كيراز" وصل إلى المستشفى مصابًا في رأسه وصدره، وكان عاجزًا عن التنفس، وقلبه متوقف تمامًا، وأن الأطباء أدخلوه إلى العملية فور وصوله، إلى أنه توفي مباشرة. وكان شخصان دخلا إلى القصر العدلي في ساعات الظهيرة، بصفة محاميين، وتسللا إلى غرفة المدعي العام، واحتجزاه في غرفته لمدة 8 ساعات، لكن قوات الأمن قامت باقتحام الغرفة قرابة الساعة التاسعة مساء، بعد سماعها أصوات الرصاص في الغرفة، ما أدى إلى مقتل المحتجزين، وإصابة المدعي العام بجروح بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، إلا أنه فارق الحياة رغم كافة المحاولات الطبية. من جهته قال الرئيس التركي أردوغان، إن احتجاز المدعي العام في قصر العدل بإسطنبول، واقعة ليست بسيطة، ويجب الوقوف عليها، وتحليلها جيدًا، وأخذ العبر منها، مضيفا أنه كان على اتصال مستمر مع والي ومدير أمن إسطنبول، وأنهم تصرفوا بحكمة من أجل الحصول على نتيجة إيجابية، إلا أن أصوات الرصاص دفعت قوات الأمن إلى الدخول إلى الغرفة مباشرة. وأكد الرئيس التركي، أنه يجب من الآن فصاعدًا، تناول كيفية دخول المحامين، والموظفين، والعاملين في قصور العدل، وكيف سيتم معاملتهم خلال الدخول. وفي غضون أفاد مدير الأمن، أنهم تعاملوا مع الأزمة بهدوء، وتريث، لمدة نحو 6 ساعات، وحاولوا محاورة المحتجزين، وأبقوا قنوات الاتصال مفتوحة حتى آخر لحظة، إلا أنهم قاموا بعملية اقتحام للغرفة عندما سمعوا أصوات إطلاق رصاص فيها. وأشار "ألتين أوك"، إلى أن تركيا دولة قوية ولا يمكن لأحد أن يقف في وجهها ويتحداها، مشيرًا أن قوات الأمن ستتصدى لكل من يرفع يده على موظف في الدولة. وأفاد المدعي العام أورهان كابيجي، المسؤول عن وحدة الجرائم المنظمة والإرهاب في إسطنبول، أنهم قضوا يومًا أليمًا في تركيا، وأن المحتجزين تمكنوا من الدخول إلى غرفة كيراز، ووضع السلاح في رأسه، وإغلاق الغرفة والتهديد بقتله. ويتولى كيراز التحقيق في قضية الفتى "بركين ألوان"، الذي فارق الحياة، جراء إصابته بكبسولة قنبلة مسيلة للدموع، خلال احتجاجات منتزه غزي في منطقة تقسيم باسطنبول، عام 2013. يذكر أن أحداث "غزي" اندلعت شرارتها ليلة 27 مايو عام 2013، إثر اقتلاع بعض الأشجار من منتزه غزي المطل على ساحة تقسيم العريقة في قلب اسطنبول، في إطار مخطط لإعادة تأهيل المنطقة، حيث كانت تعتزم الحكومة إعادة بناء ثكنة عثمانية جرى هدمها قبل عقود. ولقي رجل شرطة مصرعه - خلال الاحتجاجات - فضلاً عن 5 مواطنين، إضافة إلى الفتى "بركين ألوان" (15 عاماً)؛ الذي توفي في 8 مارس 2014 بعد غيبوبة دامت 269 يوماً، جراء إصابته بكبسولة قنبلة مسيلة للدموع خلال موجة الاحتجاجات.