جلس أمام المحققين واثقا من نفسه وهم يضيقون عليه الخناق بأسئلتهم بعدما صاروا شبه متأكدين بأنه هو الشخص المطلوب، إلى أن استسلم للأمر الواقع، حين تيقن أن هذه المرة لن يغادر مقر ولاية أمن طنجة، وما عليه إلا الاعتراف بالجريمة التي ارتكبها في حق طبيبة الأسنان، واهتزت لها المدينة قبل حوالي أسبوع. عناصر الفرقة الجنائية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بطنجة، تنفسوا الصعداء، أول أمس، حين توصلوا بتقرير من مختبر الإدارة العامة للأمن الوطني، يتضمن نتائج إيجابية حول تطابق العينات التي أخذتها الشرطة العلمية والتقنية من موقع الحادث مع البصمة الجينية لأحد المشتبه فيهم، وهو ما ساعد على كشف هويته وإلقاء القبض عليه مساء اليوم نفسه. المعني بالأمر لم يكن سوى شاب من مواليد سنة 1988، يقطن بأحد الأحياء المجاورة للمركب السكني الذي يضم مسكن الضحية، وهو متزوج وأب لطفلة، وسبق له أن كان يعمل كبستاني لدى الهالكة لمدة ثمانية أشهر قبل أن يحصل على عمل آخر قبل حوالي سنة ونصف، حين قام بتشغيله طبيب أسنان زميل القتيلة وزوجها، كسائق خاص يتكفل بنقل أبنائه إلى المدرسة وقضاء أغراض المنزل، كما ظل يزاول نشاطه أيضا في أعمال البستنة. المتهم كان من بين الأشخاص الذين استمعت إليهم الشرطة وخضعوا لفحوصات البصمة الجينية، في إطار البحث الذي انطلق مباشرة عقب اكتشاف جثة الطبيبة دليلة السرغيني مقتولة بفيلتها بمركب النسيم بمنطقة بوبانة، باعتباره أول من أبلغ بوقوع هذه الجريمة، حيث كان قد أشعر حارس المركب، وهو متأثر بما وقع، وأخبره بأنه سيتصل بالشرطة وبالفعل قام بذلك وحاول إقناع الشرطة برغبته في التعاون معهم للوصول إلى القاتل. البحث الأولي مع المتهم، مكن رجال الأمن من الوصول إلى دليل قاطع يؤكد صحة الاتهامات المنسوبة إليه، حين تم الانتقال رفقته إلى فيلا الطبيب الذي كان يعمل معه كسائق، والتي تقع على بعد حوالي 400 متر من موقع الحادث، وتم العثور على مجموعة من المسروقات تخص الضحية كان يخفيها بحديقة الفيلا المذكورة، ويتعلق الأمر بجهاز حاسوب توع «طوشيبا» وهاتفين نقالين نوع «أيفون 4» وآخر نوع «أيفون3»، إلى جانب سلسلة عنقية من المعدن الأبيض تحمل حرف «د» يرمز إلى اسم المجني عليها، وآلة تصوير رقمية نوع «صوني»، كما اعترف (المتهم) بسرقته مبلغ 150 درهما كان بالحقيبة اليدوية للضحية. المتهم، ومن خلال تصريحاته الأولية أمام المحققين، اعتبر ما ارتكبه من جريمة في حق مشغلته السابقة، التي احتفظ بعلاقة طيبة معها، حيث كان من حين لآخر يقدم لها بعض الخدمات كالبحث لها عن خادمة منزلية، كان بدافع السرقة، حين اضطرته ضائقة مالية كان يمر بها إلى التوجه في ذلك اليوم إلى فيلا الطبيبة في الفترة التي غادر فيها زوجها، وهو من أصل تونسي وزميلها في المهنة، وباغتها بعدما فتحت له الباب حين تأكدت من هوية الطارق، بطعنة بالسكين أصابتها على مستوى ظهرها قبل أن يستمر في الاعتداء عليها أمام مقاومتها إلى أن أزهق روحها حيث تم العثور على جثتها وعنقها مشدود بحبل معلق بالمقبض الخلفي للباب، وهي وقائع قد يتم تقديمها بالتفصيل خلال إعادة تمثيل الجريمة. محمد كويمن