تحت حراسة مشددة،وتعزيزات أمنية،ووسط حشود من المواطنين الذين قادهم فضولهم إلى متابعة تفاصيل الحدث،تمت اليوم السبت 22 شتنبر 2011، على الساعة الثانية عشر زوالا،إعادة تمثيل جريمة القتل التي ذهب ضحيتها طبيبة الأسنان دليلة السرغيني البالغة من العمر حوالي 47 سنة،على يد المدعو سفيان الوداري المزداد سنة 1988 والدي كان يشتغل بمنزل الضحية كبستاني قبل أن يصبح سائق طاكسي بالمدينة.وهو شاب ليس له أية سوابق عدلية .
هذا وعاين عملية إعادة تمثيل الجريمة التي استأثرت باهتمام المواطنين بهذا الحي الراقي،كل من نائب الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بطنجة ،ووالي أمن طنجة ونائبه ورئيس الشرطة القضائية وعميد الشرطة المكلف بمكافحة الجريمة بالأمن الولائي لطنجة ورئيس الاستعلامات العامة ورئيس الشرطة العلمية،فضلا عن ممثلي وسائل الإعلام المختلفة، وكانت الفرقة الجنائية بمصلحة الشرطة القضائية بولاية أمن طنجة،قد اهتدت لخيط وصلها إلى حل لغز مقتل طبيبة الأسنان دليلة السرغيني، بين ما توفرت عليه من معطيات أولية في التحقيق الأولي، وارتباطا بسياق البحث والتحقيق،أفادت مصادرأمنية،أن عناصرالشرطة القضائية بالأمن الولائي بطنجة ،ألقت القبض على الجاني عشية أول أمس أي في اليوم السابع من ارتكابه لهده الجريمة البشعة التي هزت الرأي العام المحلي والوطني ،بعد أن توصلت إليه من خلال بعض الوسائل الشخصية للضحية التي وجدت عند الجاني من طرف رجال البحث ،هذا فضلاعن معلومات أخرى أفاد بها شهود عيان،من كونهم شاهدوا .هدا الشاب وهو يتسلل للمنزل في دلك الصباح الدي وقعت فيه الجريمة.
وخلال عملية تشخيص الجريمة التي منع فيها زوج الضحية كل الصحافيين من ولوج المنزل أجمع الكل على أن جريمة القتل وقعت بدافع السرقة.في حين راجت أخبار أخرى في كون الجاني كانت تربطه علاقة جنسية مع الضحية ، بعدما لم يختف من فيلا الضحية سوى بعض الهواتف المحمولة وحقيبتها اليدوية الصغيرة بالإضافة الى حاسوبها الشخصي وساعتها اليدوية ومصورة وبعض الحلي. وحسب عملية تمثيل الجريمة كانت الجثة التي عثر عليها داخل فيلا بمنطقة بوبانة الخميس قبل الماضي تعود للطبيبة دليلة السرغيني، اختصاصية في تقويم الأسنان، وهي من مواليد سنة 1963، ومتزوجة من زميل لها في المهنة من جنسية تونسية. يعمل كدلك في مجال الإنعاش العقاري بطنجة أنجبت منه طفلين، الأول يتابع دراسته بفرنسا والصغير يقيم معهما، وقد كان والدها يعمل في سلك الشرطة. هذا وقد استمع المحققون طيلة ليلة أول امس لسفيان الوداري الدي اعترف جملة وتفصيلا بارتكابه لهده الجريمة بدافع السرقة . وقد كان الزوج أول من اكتشف هذه الجريمة، عند حوالي منتصف دلك اليوم ، حين ظل يتصل بزوجته طيلة فترة الصباح، منذ أن غادر المنزل كالعادة لنقل ابنه إلى المدرسة. حيث كان هاتفها المحمول لا يجيب، كما أنها لم تتوجه إلى العيادة، وهو ما دفعه إلى الانتقال نحو مسكنهما، وبمجرد اقترابه من باب المدخل الرئيسي للفيلا، اكتشف آثار الدم، كما أنه وجد صعوبة في فتح الباب. مما اضطره إلى الدخول عبر نافذة من الجهة الخلفية، قبل أن يفاجأ بجثة زوجته غارقة في دمائها وعنقها معلق بحبل بالمقبض الداخلي للباب. من جهتها كانت عناصر الشرطة العلمية والتقنية قد عثرت على آثار طعنات يعتقد أنها بسكين على ظهر الضحية، كما كانت آثار الضرب بادية على وجهها جراء كدمات قوية أصابت رأسها. الذي كان مشدودا بحبل يعود للوحة حائطية كبيرة الحجم كانت معلقة بالمنزل، وعثر عيلها على الأرض، وخلال معاينة مختلف غرف الفيلا، تم اكتشاف آثار لعملية تفتيش دون تعرض مجموعة من الأدوات للسرقة كالحواسيب المحمولة. وعثر أيضا على «طنجرة» الضغط تكاد تحترق بالمطبخ، حيث كانت الضحية تعد وجبة الغذاء قبل أن يسمع صراخها عند حوالي الساعة التاسعة صباحا، وفق شهادة بعض جيرانها. وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بطنجة قد أمر آنداك بإجراء تشريح طبي على جثة الضحية، حيث كانت مصلحة الطب الشرعي قد شرعت في تنفيذ هذا الإجراء، الذي قد يفيد في التحقيق إلى جانب نتائج فحص البصمات، بالموازاة مع مواصلة المحققين وهو بالفعل ما قادهم الى توقيفه في اقل من أسبوع على ارتكابه لهده الجريمة البشعة.
هذا وبعد استكمال مجريات التحقيق التمهيدي الذي باشرته الشرطة القضائية بالأمن الولائي لطنجة،وإعادة تمثيل هذه الجريمة البشعة، سيتم تقديم المتهم يوم غد الإثنين الى الوكيل العام لدى محكمة الإستئناف بطنجة ،من أجل تهمة القتل العمد و السرقة الموصوفة وخيانة الأمانة.