كان من المفروض أن تنتهي بهم الرحلة في فضاء محطة ولاد زيان بأمن وأمان، على أن يشرعوا في نشاطهم مباشرة بعد الوصول. جاؤوا على متن رحلة قادمة من مدينة آسفي كبقية الناس من المسافرين، ولا يبدو على أي واحد منهم نوع النشاط الذي سيقدمون عليه في العاصمة الاقتصادية، بما أن فئتهم السنية لا تتجاوز مرحلة المراهقة. غير أن تفصيلا بسيطا غاب عن أذهانهم. فعندما كان مساعد السائق المكلف بتصفيف الأمتعة يضع الحقائب، انتبه إلى وجود أجسام غير عادية في إحداها. عند البحث، وجد أن الأمر يتعلق بأسلحة بيضاء خطيرة كالسيوف وبعض السكاكين الكبيرة والمدي ! ولم تكد الحافلة القادمة من عاصمة منطقة عبدة أن تتوقف في محطتها الأخيرة بالدارالبيضاء حتى أعلمت العناصر الأمنية المرابطة في محطة ولاد زيان، بنوعية السلاح الذي تحمله حقيبة معينة. بعد كمين محكم، تبين أن الحقيبة تعود إلى مراهق لا يتجاوز السادسة عشرة من العمر. وعلى الفور نجحت عناصر من أمن محطة ولاد زيان من انتزاع اعترافات سريعة بملكيته للحقيبة، لكنه أنكر امتلاكه للأسلحة، مدعيا أن مسافرين آخرين، كلهم من المراهقين قد يكونوا من وراء دس الأسلحة في الحقيبة. بعد إلقاء القبض على جميع شركاء المعني بالأمر اعترف أغلبهم بملكية الأسلحة، وبذلك تكون عناصر أمن محطة ولاد زيان قد نجحت في تفكيك عصابة إجرامية من القاصرين كانت قادمة من مدينة آسفي إلى الدارالبيضاء. «ليست هذه المرة الأولى التي تنجح فيها عناصر الأمن بالمحطة في توقيف عصابات قادمة من مدن أخرى نحو الدارالبيضاء. فخلال الشهر الماضي تم توقيف 37 مشتبها به لنفس الأسباب» تشير مصادر أمنية من داخل المحطة الطرقية ولاد زيان، ما يشير إلى أن المحطة أصبحت نقطة استقطاب لعدد من المشتبه بهم. الموقوفين أدلوا باعترافات لدى شرطة المحطة تفيد بعزمهم احتراف السرقة والاعتداء على المواطنين قبل أن يلقى عليهم القبض.