انطلقت مساء أمس السبت بفاس فعاليات مهرجان فاس المتوسطي للكتاب في دورته السابعة بتنظيم حفل تكريمي احتفاء بالعلامة عبد الوهاب التازي سعود رئيس جامعة القرويين الأسبق والباحث حسن أوريد اللذين اعتبرهما العديد من المتدخلين هرمين في الفكر والثقافة والإبداع . وتحدث العديد من المتدخلين من خلال شهادات في حق المحتفى بهما عن إسهاماتهما في تكريس الفكر التنويري ودفاعهما عن القيم الحضارية التي ترتكز عليها الهوية المغربية مشيرين إلى الأعمال التي أبدعاها في مجال الفكر والثقافة والتي استهدفت بالأساس خدمة الثقافة والحضارة المغربية وإبرازها والدفاع عن مرتكزاتها . وتم بنفس المناسبة تسليم جائزة فاس العالمية للكتاب للشاعر محمد بنطلحة اعترافا وتتويجا لمساره الشعري باعتباره شكل "نبتة طيبة انبعثت وسمت وازدهرت في مدينة فاس العالمة " على حد قول العديد من المتدخلين . كما أن تتويج الشاعر بنطلحة بهذه الجائزة جاء، كما أكدت على ذلك اللجنة العلمية لمؤسسة نادي الكتاب بالمغرب، " نتيجة الحضور القوي للهاجس التحديثي في تجربته الشعرية التي تقوم على خبرة معرفية ورؤية فكرية مسكونة بجمالية اللغة ". ويعود حضور الشاعر محمد بنطلحة في المشهد الشعري المغربي إلى أوائل السبعينيات من القرن الماضي حيث ساهم بكثير من المكابدة والقلق على امتداد هذه السنوات في إغناء مدونة الشعر المغربي بعدة دواوين ومؤلفات . ويحتفي مهرجان فاس المتوسطي للكتاب في دورته السابعة الذي تنظمه " مؤسسة نادي الكتاب بالمغرب " تحت شعار "فاس مهد الحضارة العربية والإسلامية .. امتدادات كونية " بهذه الحاضرة العالمة التي ساهمت من خلال مؤسساتها الثقافية وعلمائها ومثقفيها في التعريف بالحضارة العربية الإسلامية ونشرها في العديد من الفضاءات . وستتمحور أغلب اللقاءات والندوات والمحاضرات، التي ستقدم في إطار هذا الملتقى الثقافي والفكري المنظم بشراكة وتعاون مع وزارة الثقافة ومجلس المدينة وعدة جهات اخرى، حول الإضافات التي راكمتها مدينة فاس في مجال الدفاع عن الحضارة العربية الإسلامية وامتداداتها الكونية التي ساهم فيها وكرسها العديد من العلماء والمفكرين والمثقفين والفنانين الذين أنجبتهم هذه الحاضرة على مر العصور. وسيعرف هذا المهرجان، الذي يحضره العديد من المبدعين والأكاديميين ورجال الفكر والثقافة، تنظيم ندوات أكاديمية من بينها ندوة فكرية تبحث موضوع "الشعر المغربي رؤى متقاطعة" وأخرى تتناول موضوع " فاس .. إرث حضارة مشتركة " بينما تعالج الثالثة قضية " فاس في المسرح والسينما والأدب" في حين تبحث الندوة الرابعة التي ستنظم في إطار لقاء مفتوح موضوع "الثقافة والإعلام" . وإلى جانب هذه الندوات واللقاءات الفكرية، التي سيؤطرها باحثون ومتخصصون أكاديميون، ستعرف هذه الدورة تنظيم حفل تكريمي للشاعر والروائي المهدي حاضي الحمياني وكذا الشاعر والباحث الإسباني بيدرو أنركيس بالإضافة إلى تنظيم قراءات شعرية بمشاركة العديد من الشعراء المغاربة فضلا عن تنظيم حفل لتوقيع مجموعة من الدواوين والإصدارات لمؤلفين وكتاب مغاربة وأجانب من بينها كتابي "ناده بما يشتهي ناده بما تشتهي" لمحمد بودويك و"ذاكرة متشظية" لسعيد عاهد وديوان "أرض الفراشات السوداء" لليلى بارع، بالإضافة إلى كتابي "محمد بسطاوي..البسيط الوازن" من إعداد حسن نرايس و"عبد الحق الزروالي… وحيدا في مساحات الضوء" من إعداد حسن يوسفي وغيرها. وموازاة مع هذه الأنشطة سيعرف المهرجان تنظيم أمسيات فنية ولقاءات شعرية وعدة تظاهرات تصب جميعها في محاولة تفعيل حركية المشهد الثقافي بفاس . وكانت الدورة السادسة لمهرجان فاس المتوسطي للكتاب التي نظمت تحت شعار " فاس والأندلس .. إرث حضارة مشتركة " قد احتفت بالثقافة الإسبانية كضيف شرف لما تمثله من تقاطعات مركزية حوارية مع الثقافة المغربية إلى جانب تكريم والاحتفاء بمجموعة من الأسماء التي ساهمت في التقريب بين الحضارتين المغربية والأندلسية .