انطلقت ،اليوم الأحد، بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة فعاليات الملتقى الدولي السادس للرواية العربية، الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة المصري تحث شعار "تحولات وجماليات الشكل الروائي" بمشاركة مائتي ناقد وروائي من بينهم مغاربة. وقال الكاتب المغربي محمد برادة، في كلمة خلال حفل الافتتاح إن " الرواية العربية تظل مشدودة دائما إلى الحاضر، رغم بحث الكاتب زمنيا في الماضي والتاريخ، فإنه يبحث زمنيا عما يفسر الحاضر"، مضيفا أن "الحاضر العربي الدموي يأبى إلا أن يفرض نفسه على الرواية العربية". ورأى برادة أن أسباب "إجهاض" نهوض المجتمعات العربية ما زالت مستحكمة من خلال "الماضوية التي تحاول استغلال الدين في الحياة السياسية والفكرية" مشيرا إلى أن الرواية العربية "تحفر بإصرار في تلك التربة المتكلسة بالماضوية، حيث استطاع الروائيون أن يتخذوا من الرواية فسحة للجرأة والجمالية والحياة التي تربطها بالمستقبل". وأضاف أن الرواية العربية منذ ستينيات القرن الماضي، أنجزت نصوصا لافتة أثارت انتباه القراء خارج الحدود لأنها تحمل "خطابا يضيء داخل الفرد، وهو ذلك الخطاب المغاير للخطاب السلطوي"، مضيفا أنه رغم ما حققته الرواية من جماليات فإنها افتقدت الوعي بين الشكل الروائي الملائم والعناصر الجمالية والدلالية. من جهته قال الناقد الأدبي المصري صلاح فضل، مقرر اللجنة العلمية بالمجلس الأعلى للثقافة، في كلمة مماثلة إن "من يتوهم أن موجات التنوير قد انتكست في أوطاننا العربية فهو لا يعرف قراءة الواقع، لأن هذه الموجات مرتبة على مراحل، كانت الأولى فيها مرحلة المبشرين بالنهضة والتقدم ودخول العصر الحديث والثانية كانت مرحلة المفكرين الذين أسسوا للنهضة والثقافة والتنوير الحقيقي". وتستمر فعاليات الملتقى إلى غاية 18 مارس الجاري، حيث يتم الإعلان عن الفائز بجائزة الملتقى الذي عقد لأول مرة سنة 1998. ويتناول الملتقى عددا من الإشكاليات المتعلقة بفن الرواية العربية من خلال محاور رئيسية ك"حدود النوع واللغة في الرواية"، و"تطور التقنيات الروائية"، و"الفانتازيا والغرائبية"، و"الرواية والتراث" ، و"الرواية والفنون"، و"شعرية السرد"، و "القمع والحرية"، و"تقنيات الشكل الروائي"، و"الرواية ووسائط التواصل الحديثة". كما يتضمن الملتقى تنظيم خمس موائد مستديرة تتناول كل واحدة منها قضايا إشكالية، ك" الرواية والخصوصية الثقافية"، و"الرواية الرائجة"، و"الظواهر الجديدة في الرواية العربية"، و"الرواية والدراما"، و"جماليات الواقع الفانتازي". وبجانب الأبحاث والمناقشات سيتم تنظيم جلسات بعنوان " شهادات وتجارب روائية" يقوم خلالها روائي بطرح تجربته في كتابة الرواية والمعوقات التي صادفها وسبل اجتيازها. ويقام على هامش الملتقى عدد من الأنشطة المصاحبة منها تنظيم معرض لإصدارات وزارة الثقافة، بالإضافة إلى بعض دور النشر الخاصة؛ كما يتم تنظيم عروض سينمائية لأعمال الراحل فتحي غانم.