لم يتطلب الأمر كثير وقت من هيئة الحكم بغرفة الجنايات باستئنافية مراكش زوال أول أمس، كي تسدل الستار عن الفصل الأول من الشوط الثاني من محاكمة المقعد المتهم بقتل ضحيته المسن وتذوق جزء من مخه مع شرب بعض ما تيسر من دمه، وبالتالي قرار إحالته على مستشفى ابن نفيس للأمراض النفسية والعصبية التابع للمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس في أفق إخضاعه لخبرة نفسية في إطار المساعدة القضائية. كان واضحا من خلال العبارات المسترسلة التي تناثرت على شفاه المتهم في شكل تصريحات، ومن تقاسيم وجهه ونظرات عيونه الملتفة ذات اليمين والشمال وكأنها تحاول إجراء مسح شامل لمحيط القاعة، أن المتهم القابع داخل كرسيه المتحرك يعاني من انعدام توازن نفسي حاد. لم يتردد( رشيد.و) في أي لحظة بالاعتراف بمسؤوليته في قتل ضحيته (الحسين) الذي تجاوز المائة سنة، وبكل التفاصيل المروعة التي تلت عملية القتل من تمثيل بالجثة وإحاطتها بأسباب التنكيل عبر مشاهد أكل المخ وشرب الدماء، وهي الاقترافات التي أرجع المتهم أسبابها إلى مبرر غاية في السريالية اختصره في جملة بسيطة "كان تايضحك علي.. وتايقولي الحمق". وتعود فصول الواقعة التي سيجت المتهم بحكم بالمؤبد من طرف غرفة الجنايات الابتدائية إلى أواخر شهر مارس من السنة ماقبل المنصرمة، حين نقلت رياح جماعة إجوكاك بإقليم الحوز أخبار جريمة بشعة بطلها شاب مقعد بترت أطرافه السفلية وظل يعتمد في تحركاته على كرسي متحرك، دون أن تمنعه إعاقته على الغوص في مستنقع جريمة بشعة رسمت مشاهد رعب صادمة.