الخرجات العشوائية والمقصودة للصحافي الإسباني إغناسيو سيمبريرو لا تزيده إلا "شماتة مهنية" و"ضعفا أخلاقيا" في مختلف الأوساط الإعلامية والسياسية والدبلوماسية سواء في بلده أو خارجه، وتبرهن يوما بعد يوم أن هذا "العميل" المزدوج يحب بشهية شرسة المال الحرام، ويلهث بنهم كبير وراء الكسب غير المشروع تحت رعاية أسياده، العلنيين والسريين، من كل حدب وصوب. تحوّل الرجل إلى حامل، عدواني ومحترف، لمدفعية صدأة لمواجهة المغرب وملك المغرب، ويا ليته كان يكتب بدافع "البحث عن المعلومة" و"تحليلها الموضوعي"، لكنه صار يحشر أنفه في كل قضية يراها تتماشى مع منطق العداء المطلق الذي يموّله أشخاص معلومون وجهات معروفة... خرج سيمبريرو هذه المرة ليتحدث عن عطل جلالة الملك، دون أدنى احترام لأخلاقيات المهنة وتقدير لرمز السيادة والشؤون الخاصة التي تدخل في خانة المحرم. وهذا ينضاف إلى خرجة سابقة له حول تأجيل الملك محمد السادس لزيارته الرسمية التي كانت مقررة لدولة الصين الشعبية، وقد كان مضمون بلاغ الديوان الملكي واضحا بشأن هذا التأجيل المرتبط بوعكة صحية أصيب بها جلالة الملك، ونسي سيمبريرو "القابض" أن الشعب المغربي يتضرع إلى لله عز وجل، والذي لربما لا يؤمن به سيمبريرو، ويتوسَّل ويبتهل إليه ويدعوه تعالى لحفظ صحة عاهل البلاد التي هي أهم شيء بالنسبة للمغاربة، وهي فوق أية زيارة داخلية أو خارجية، فهو راعي الحقوق وضامن أمن واستقرار المملكة، والخزي والعار للمعارضين المارقين الذين يأكلون غلة المغرب ويسبون ملته. ظهر سيمبريرو رفقة "الأمير الأحمر" بإسبانيا في صورة تداولتها مواقع اجتماعية وصحف إلكترونية وجرائد عديدة، ولعل الصورة خير دليل ملموس على "رفقة مشبوهة". غير أن الحقيقة كل الحقيقة، هي أن الصحافي الإسباني يبرّر بتواجده و"كتاباته" ما يقبضه من أسياده، وهذه أكبر إهانة لمن يدعمه إذا نحن توقفنا عند التالي. نشر سيمبريرو عريضة على موقع "تويتر" يطالب فيها بتوقيعات المغاربة ليصبح (مواطنا مغربيا)، والغريب في الأمر أن طلب هذا الصحافي المشبوه، يكتنفه غموض كبير على مستويين: - أولا: بطلبه هذا يطعن ولا يعترف بجنسيته الإسبانية ويرغب في ازدواجية التّجنس، ونسي أن الشعب المغربي كلّه يرفض، جملة وتفصيلا، أن تمنح الجنسية المغربية لعميل يخدم مصالح غير واضحة همّها هو إشعال نار الفتنة في المغرب المستقر. - ثانيا: طلبه هذا لو عرض حتى على غير العاقلين الحقيقيين لرفضوه رفضا باتا ومطلقا، فما على صاحبنا "القابض" إلا أن يبحث عن جنسية أخرى ما دام أن الجنسية الإسبانية لا تستهويه، وبالتالي ما جناه هذا الصحافي المتفرغ كليا والمتخصص جدا في جنس "التحليل الإخباري الملفق والعدواني"... هو "سخط" المغاربة ككل. إسبانيا، بلد هذا الصحافي النشاز، خرجت للعلن، وبقناعة سياسية واضحة تستشرف المستقبل المشترك، لتعبر عن مدى اعترافها بحكمة وبقوة المغرب وبجهوده وبفضله على أمن إسبانيا وأوروبا، وبحضوره القوي والنوعي والفاعل في محاربة الجريمة المنظمة ومكافحة الإرهاب الدولي... وعوض أن يهتم وينتقد شؤون إسبانيا وما يجري بدول القارة الأوروبية، اختار سيمبريرو طريق "الاسترزاق" وأجّر قلمه، أو لنقل أجّر "صفته الصحافية" للدفاع الواضح والفاضح عن الباطل.. على اعتبار أن ما يكتبه يحرر في جهات أخرى، وما يبقى للصحافي "القابض" سوى التّوقيع، باسمه الكامل، على ما يتم كتابته لربما من قبل ذلك الذي يدّعي التحاضر بجامعة "أوكسفورد"، أو من الجهات العدوانية التي يموّلها جار المغرب الشرقي الذي يخاف ويرتعد من التطور الهادئ والمتدرج لمغرب التأهيل... والتنمية التي تشمل موارده البشرية بفضل الحضور القوي لملك محبّ لشعبه ولوطنه. بقلم: زكريا الدرقاوي