«حكمت المحكمة بجلستها العلنية ابتدائيا وغيابيا على عامل مقاطعات عين السبع الحي المحمدي بأدائه لفائدة المدعين مبلغ 117 ألف درهم عن واجب كراء المدة من فبراير 2007 إلى مارس 2009 بحسب سومة 4500 درهم للشهر وإفراغه من المحل الكائن بتجزئة الفتح رقم 3 ممر ملياس بعين السبع الدارالبيضاء». هذا هو منطوق المحكمة الابتدائية الصادر في أواخر شهر يوليوز من السنة الماضية، لكن المثير في قضية حكم أنصف مواطنين من عائلة واحدة ضد أعلى مسؤول ترابي بمنطقة عين السبع الحي المحمدي، تفجر مؤخرا من خلال «رسالة إخبارية واعتذار وتنازل عن الدعوى»، وجهها في 14 من أبريل الجاري مجموعة من ورثة محمد الحريري السملالي إلى المفوض القضائي للمملكة بوزارة الاقتصاد والمالية وبالرباط. هذا التنازل بمحض الإرادة عن الدعوى الرائجة أمام محكمة الاستئناف، وقعه عمر الحريري السملالي نيابة عن أمه وإخوانه، حيث قدم ورثة محمد الحريري السملالي وأرملته فاطنة زراع اعتذارهم عن مقاضاة عامل عمالة مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، وزير الداخلية، رئيس مجلس عمالة الدارالبيضاء، والعون القضائي للمملكة بالرباط، باعتباره «سلوك غير أخلاقي وغير مشرف لعائلة الحريري السملالي، خاصة أنها تكتري عدة عقارات لكل من وزارة العدل والداخلية والدفاع الوطني، وتعتبر هذا من باب خدمة الوطن، ولم تنازع قط في طريقة الأداء». الدعوى المحكومة ابتدائيا لصالح ورثة الحريري السملالي، يعتبرها المعنيون بالأمر في سياق رسالتهم الإخبارية، أن المحامي «عبد الجليل طوطو» «أقامها من تلقاء نفسه ودون تكليف من أي أحد من الورثة..». هؤلاء الورثة الذين قرروا أن هذه الدعوى «باطلة»، يعتزمون تقديم شكاية في الموضوع إلى الوكيل العام للملك ونقيب هيئة المحامين بالدارالبيضاء. وقد أكد «عمر الحريري السملالي»، الممضي على التنازل باسمه ونيابة عن أمه فاطنة زراع وإخوانه في اتصال به «أنه بمجرد الحصول على نسخة من الحكم الاستئنافي سوف يقدم 17 شكاية باسم قائمة من الورثة ضد المحامي، الذي لا يمثلهم على الإطلاق أمام القضاء باعتباره ينوب عن خصومهم في دعاوى أخرى، ولا يمكن أيضا أن يكون موكولا من طرف شخص ميت منذ ثلاث سنوات، أي والدهم محمد الحريري السملالي المتوفى في سنة 2007». المحامي «عبد الجليل طوطو» كان جوابه في اتصال هاتفي لجريدة الأحداث المغربية على ما جاء من حيثيات في «رسالة التنازل عن الدعوى»، أنه «يمثل ورثة عبد الرحيم الحريري السملالي فقط، وهم والده المرحوم محمد الحريري السملالي، والدته فاطنة زراع، زوجته جميلة الحريري السملالي وابنتها القاصر جليلة الحريري السملالي، وأولاده إسماعيل، سليمان، وذلك بموجب عقد كراء باسم عبد الرحيم الحريري السملالي وليس بناء على شهادة الملكية، التي يتقاسم فيها جميع ورثة الأب محمد الحريري السملالي حقوقهم في باقي العقارات»0 وفي نفس الاتصال وعد هذا المحامي الجريدة بالرد كتابيا عن كل الاتهامات الموجهة إليه، مطالبا ببعث أهم تفاصيل رسالة التنازل عن الدعوى عبر «الفاكس»، لكن كاتبته الإدارية ظلت تدعي في أكثر من مرة أن «الفاكس» المعلوم لم يصل، وأن «الأستاذ» غائب عن مكتبه وسوف يعاود الاتصال إلى أن مر أكثر من أسبوع على الانتظار. هذه العقارات المتعددة التي خلفها الملياردير محمد الحريري السملالي، ومن ضمنها الفيلا الكائنة بتجزئة الفتح رقم 3 ممر ملياس بعين السبع، وضعت حسب رأي «عمر الحريري السملالي» المحامي المشتكى به «عبد الجليل طوطو» في «حالة تناقض»، حيث يوجد من بين المشتكين والمتنازلين عن الدعوى المرفوعة ضد عامل مقاطعات عين السبع الحي المحمدي، الزوجة الأولى «فاطنة زراع»، التي وضعها في قائمة موكليه في هذه القضية المحكومة ابتدائيا لصالحهم0 كما يتساءل نفس الوريث عن الكيفية والصيغة، التي سوف يوزع بها بعد صدور الحكم الاستئنافي مجموع مبالغ الكراء المحررة في شيك بنكي باسم المرحوم «محمد الحريري السملالي» على جميع الورثة الشرعيين?، مبديا تخوفه من أن يكون هذا المحامي قد رفع دعاوى أخرى باسم الورثة لاستخلاص أموال لا يعلمون عنها شيئا في الوقت الحالي.