في الكثير من الأحيان لا يحقق الزواج الهدف المرجو منه، والذي يختزل بالأساس في الإستقرار. لذا نجد بعض الأزواج الذين لا يترددون في ممارسة العنف على زوجاتهم. في الحوار التالي يحلل الأستاذ علي الشعباني، سلوك الزوج العنيف، ويبرز التداعيات التي تعاني منها الأسرة حين يصبح العنف سيد الموقف. *لماذا لا يستثني بعض الأزواج نسائهم من العنف حتى في فترة الحمل؟ **الإنسان العنيف يرتكب العنف في كل الأوقات، وبدون مراعاة أي ظرف من الظروف أو أي وضع من الأوضاع. وهي حالات موجودة بين الأزواج الذين يعنفون زوجاتهم ويعتدون عليهن جسديا. ويعود الأمر لمزاجية الزوج وحالته النفسية، على إعتبار العنف حالة مرضية، لأن الإنسان العنيف مع الزوجة أو مع أي شخص آخر هو إنسان غير طبيعي، فهو يعاني من عقد واختلالات نفسية، تفقده السيطرة على نفسه، دون مراعاة لأي ظروف. إذا فالرجل الذي يعتمد العنف داخل أسرته، يكون مستعدا لممارسته في كل الأوقات دون مراعاة إن كانت الزوجة حاملا أو مريضة، أو أنها في وضع معين، يسبب لها الحرج، كأن يمارس عليها التعنيف أمام أسرتها، أو أمام أبنائها. لأن الحالة النفسية والعصبية التي يكون عليها الزوج تدفعه إلى ارتكاب هذا العنف دون مراعاة للأوضاع. كيف ينظر للرجل الذي يعتقد أن العنف وسيلة لحل مشاكله؟ لا يمكن اعتبار العنف حلا للمشاكل، بل على العكس هو معطى يزيد من تعقيدها. لذى يعتبر الزوج الذي يلجأ للعنف لحل المشاكل أولتحقيق بعض رغباته، إنسانا غير طبيعيا، لأن العلاقة الزوجية علاقة مقدسة مبنية على الاحترام والتقدير، وعلى المراعاة والتضحية، والتنازل والتسامح، والعديد من القيم والمفاهيم التي تدخل في هذا الإطار. والرجل الذي يمارس العنف على زوجته هو إنسان لا يحترم هذه القيم. والنتيجة تعقيد الأوضاع مما يلحق أضرارا بالأسرة، وقد تصل الأمور حد الوقوف أمام المحاكم، مما ينهي بعض الحالات بالطلاق والتفكك الأسري، دون أن ننسى الأطفال كمتضرر أكبر من هذا الوضع. هل يمكن للحياة الزوجية أن تستمر في جو يطبعه العنف؟ لا توجد عوامل مشجعة على الإستمرار بين الطرفين في حالة العنف. فهذه ممارسات يقول من خلالها الزوج، أنه لا يريد الإستمرار في الحياة الزوجية. أما من جانب الزوجة، فمن النادر أن نجد امرأة لها الإمكانيات المساعدة على الإنفصال يمكنها تحمل الإهانة والضرب من طرف زوجها. لذا لا يمكن القول أن استمرار الحياة الزوجية في جو يطبعه العنف أمر طبيعي. إلا إذا كانت الزوجة امرأة مازوشية تتقبل العنف الممارس عليها وتستلذ به. هل يمكن اعتبار الزوج العنيف شخصا عاديا؟ الإنسان الذي يعنف زوجته أو أسرته عموما، هو إنسان غير سوي وغير طبيعي. اجتماعيا يمكن أن يكون هذا الإنسان عاديا أمام أعين الناس، دون أن يلاحظ عليه شيء، ولكن عندما ينفرد بنفسه وزوجته يظهر جانبه اللامتوازن. وهي حالات لأناس تتقاسمهم شخصيتين ، ليكون سويا أمام الناس، ظالما متعديا عنيفا داخل البيت ، وهي حالات منتشرة، أما الإنسان السوي فيتحاشى هذه الإزدواجية التي تحيل على حالة مرضية ، ناتجة عن مجموعة من الإختلالات النفسية، العقلية والإجتماعية. هل يمكن للزوج العنيف أن يحافظ على علاقة عادية مع الأبناء؟ **في الحالات الاعتيادية والتي يكون فيها العنف الممارس على الزوجة يعود لاختلالات نفسية، فإن الزوج لا يستثني من هذه الممارسات حتى باقي أفراد الأسرة وعلى رأسهم الأبناء. لكن في بعض الحالات يمكننا التفريق بين عنف وعنف، فبعض المواقف الصارمة التي تدخل في إطار التربية والتنشئة الأجتماعية وضبط الأمور وتدبيرها داخل البيت، ينظر إليها كأمر مستحب ومتعارف عليه ، لكن العنف الذي يدخل في إطار الإعتداء الجسدي والتعنيف والإهانة، سواء مورس على الزوجة أوالأبناء، ينظر إليه كحالات مرضية لا يمكن أن تصدر عن إنسان سوي اطلاقا. كيف ينظر المجتمع للرجل الذي يمارس العنف على الزوجة داخل البيت؟ في الكثير من الحالات، يحاول المجتمع أن يسيطر على هذه الأمور، مبديا عدم تقبله لهذه الممارسة إطلاقا، لأنها مستهجنة وفقا للعادات والتقاليد والثقافة السائدة. وهذا ما يعرض المعتدي أحيانا للمعاتبة والنهي من طرف عائلته وجيرانه، لأن المجتمع يستنكر هذه الحالات ويعامل الزوج كمعتدي، سواء تمثل اعتداء الزوج في الضرب أوالإهانة. كما أن القانون يتابع ويحاكم الجاني في حالة ما إذا وضعت المرأة شكواها بين يدي القاضي أولدى الجهات المختصة. لكن المجتمع في بعض الأحيان ينصح الزوجة بالصبر؟ قد تصبر المرأة على بعض الممارسات في حدود معينة حفاظا على بيتها وأبنائها، لكن إذاتعدت الإعتداءات الحدود التي ترسمها الزوجة وفقا لإعتبارات تخصها، سرعان ما ينهار جدار الصبر، وقتها يستحيل الإستمرار بين الزوجين. أستاذ في علم الإجتماع حاورته سكينة بنزين