الرباط/14 فبراير 2015/ومع/ في خطوة تقبر بشكل واضح ونهائي، كل المساعي والجهود التي بذلها سحرة مبتدئون من أجل تسميم العلاقات مع المغرب، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازونوف، اليوم السبت بالرباط، أن بلاده ستوشح قريبا المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي بوسام جوقة الشرف من درجة ضابط. ويشكل التكريم الحار والمستحق للسيد الحموشي، والذي سيتم توشيحه بأهم وأكبر الأوسمة التي تمنحها الجمهورية الفرنسية لشخصية أجنبية، بعد أن كان ضحية واقعة قضائية غريبة في فبراير 2014، فوق التراب الفرنسي، اعترافا واضحا وصريحا بمهنية وفعالية الأجهزة والمصالح الأمنية المغربية، التي أجمع كل الفاعلون المتطلعون إلى الاستقرار والأمن في العالم، بشكل عام ومنطقة شمال إفريقيا والساحل بشكل خاص، على أن دورها أضحى محوريا من أجل بلوغ هذا الهدف. اعترافا بالخطأ وإصلاحا للضرر، تعترف فرنسا اليوم بالدور الهام والجوهري للمغرب في المعركة العالمية ضد الإرهاب وانخراطه الجدي في الدفاع عن أمنه وأمن الدول الشقيقة والصديقة. وفي أعقاب المباحثات المثمرة، التي جرت يوم الاثنين الماضي بقصر الإيليزيه، بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فإن زيارة السيد كازونوف للمغرب تأتي لتعكس حرص البلدين على ترجمة سعي والتزام قائدين البلدين بشكل عملي وملموس من أجل تمتين أواصر "شراكة استثنائية" بين باريسوالرباط. وقد جدد الطرفان عزمهما المشترك على "مكافحة الإرهاب سويا، وعلى التعاون التام في مجال الأمن"، الذي أضحى أولوية بالغة بالنسبة للسلطات الفرنسية، وذلك في أعقاب الموجة الأخيرة من الحوادث الإرهابية الظلامية التي ضربت قلب مدينة الأنوار. وأكد السيد برنار كازونوف، اليوم السبت بالرباط، خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره المغربي السيد محمد حصاد، أن "المغرب يعد شريكا أساسيا لضمان الأمن ومكافحة الإرهاب. وهو أمر ثابت بالدرجة الاولى في مجال الاستخبارات، وهو المجال الذي يتوفر فيه المغرب على تجربة مهمة، والذي أبانت فيه الأجهزة الأمنية المغربية عن فعاليتها من خلال تفكيك العديد من الخلايا والفروع الإرهابية خلال الشهور الاخيرة". وكانت العديد من الأصوات، ضمنها سياسيون وخبراء، قد ارتفعت في فرنسا تطالب الحكومة بالسعي إلى استئناف مسلسل التعاون الأمني والقضائي مع المغرب، والذي تضرر بسبب سلسلة من الخطوات غير المحسوبة ومن بينها حادث الشكاية التي تم تقديمها ضد المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بباريس. وكان المغرب قد احتج بشكل قوي على هذا "الحادث الخطير وغير المسبوق"، مشددا على أن مثل هذا التصرف يتنافى والأعراف والقواعد الديبلوماسية المعمول بها، ومن شأنه "المساس بجو الثقة والاحترام المتبادل الذي ساد دائما" بين البلدين. أما اليوم، فقد عبر البلدان عن رغبتهما في تجاوز هذه المرحلة، مؤكدين على جودة العلاقات المتميزة التي جمعتهما على الدوام، حيث يعترف الطرفان بوجود روابط وصلات عضوية لا يمكن تجاهلها أو محوها بجرة قلم، لاسيما وأنها قادرة على مقاومة عوادي الزمن. وأشار برنار كازونوف، إلى أن "فرنسا سبق وأن وشحت السيد الحموشي سنة 2011 بوسام جوقة الشرف من درجة فارس، وتعبيرا منها عن تقديرها له، ستوشحه قريبا بوسام جوقة الشرف من درجة ضابط"، مشيدا ب"خبرة" و"فعالية" الأجهزة الأمنية المغربية. لقد شكل ذلك تعبيرا من وزير الداخلية الفرنسي عن احترام فرنسا وتقديرها للمغرب ورجاله المخلصين. وتجدر الإشارة إلى أن تفاني وجدية الأجهزة الأمنية المغربية، قد حظيت في أكتوبر الماضي، بتقدير واحترام كبيرين من طرف بلد آخر صديق للمغرب، ويتمثل في اسبانيا التي وشحت المدير العام للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ومديرين مركزيين بالمديرية، تقديرا ل"الدور الذي يضطلع به المغرب في مجال السلم والأمن في العالم". وفي هذا السياق، أكد وزير الداخلية الاسباني خورجي فيرنانديز دياز، والذي ما فتئ يعرب في كل مرة عن تنويهه وإشادته بدور وجهود المملكة في هذا المجال، أن تعاون المغرب "ضروري" من أجل مواجهة الإرهاب الدولي.