تقود مصالح عمالة تارودانت هذه الأيام جولة جديدة من المفاوضات العسيرة بين جماعتين قرويتين من أجل تقريب وجهات النظر بينهما، وتهم الجولة الخلاف الحدودي بين جماعة تازمورت الجماعة الأم، وجماعة «بونرار» حول جبل غني بالأحجار الرخامية، تحاول عمالة الإقليم جعلهما يجلسان من جديد إلى مائدة الحوار، وإقناعهما باقتسام ريع صفقة جبل الرخام، والسعي إلى تنمية هذه المنطقة الفقيرة. صراع عمر ما يقارب 10 سنوات وامتدت ناره لتشمل أفراد القبيلة الواحدة المقسمين إلى جماعتين قرويتين، بعدما تحولوا إلى وقود زاد من تأجيج نار الخلافات والمنازعات، وجعل مصالح عمالة تارودانت تعجز عن الوصول إلى حل وسط لاستغلال ريع منجم الأحجار الرخامية المكتشف مند بداية الألفية الثالثة. قبيلة كطيوة مشكلة من دواوير عديدة، تبعد بحوالي 30 كلم فقط عن مدينة تارودانت، يبتدئ ترابها من السفح ليتوغل وسط الجبال ظلت تنعم بالوحدة إلى أن جاء التقسيم الترابي الجديد لسنة 1992 ، فعمل على تقسيمها إلى جماعتين عملا بشعار تقريب الإدارة من المواطنين، وبموجب التقسيم خرجت جماعة بونرار من رحم جماعة تازمورت، وفي بداية الألفية الثالثة كشفت الدراسات أن جبل « أفغيول» يضم ربوة من الأحجار الرخامية تسمى تاسرواغت، إلى جانب جبل آخر بجماعة بونرار غير متنازع حوله، هذا الجبل المتنازع حوله تعود ملكيته لمصالح المياه والغابات غير أن قانون 1917 يعطي للسكان حق استغلاله في جني ثمار أركان، والرعي غير أنه يوجد بجماعة بونرار، وتستفيد منه ساكنة دوار «تيواينان» التابعة إداريا لجماعة تازمورت مفارقة سامهت في تغذية مطامع الجماعتين. ولتقريب هذا المشكل كان لابد من الاتصال برئيسي الجماعتين المتنازعين السابقين والحاليين، يرى رئيس جماعة تازمورت السابق الحسين أوعسي أن دوار تيواينان تابع له إداريا، وأنه يملك كل الوثائق على ذلك، ويعتبر المنجم في ملكية سكانه، ثم أن قبيلة كضيوة بصفة عامة متفرعة عن جماعة تازمورت، فكيف تحرم جماعته وهي الأم من ريع الجبل وهي المحتاجة إلى تنمية مواردها!، كما وصف الرئيس السابق لرئيس جماعة بونرار بالمزاجي. غير أن رئيس جماعة بونرار السابق محمد أبركوس يعتبر المجال الأرضي تابع إداريا لجماعته، وأضاف أن الممانعة التي أبداها خلال جولات كثيرة من التفاوض على امتداد سنوات ولايته الانتخابية حول اقتسام ريع الجبل، نابعة من تخوف المجلس ومعه السكان من أن تمتد مطامع جماعة تازمورت من حجر الرخام إلى شجر أركان والمجال الفلاحي بصفة عامة، وأكد أنه وهو عضو معارض اليوم، سيظل على المبدأ، وأن السكان لن يمانعوا في الخروج للدفاع عن مصالحهم. واضح أن التخوف من زحف «تازمورت» على أملاك «بونرار» انزرع في دواخل نفسية السكان ما جعلهم يصمدون في إبداء الممانعة بدعوى أن مطامع تازمورت عينها على ربوة « افغيول» الرخامية وقلبها على ثمار «أفياش» افضيولن وتاسرواغت ومراعيها.