تناولت تعاليق الصحف العالمية لهذا الأسبوع قضايا متنوعة استأثرت باهتمام الرأي العام الدولي. ويأتي في مقدمتها التصعيد الخطير على الجبهة اللبنانية الاسرائيلية. هذا بالاضافة إلى الوضع في سوريا وذكرى إحياء الثورة المصرية، وكذا التطورات السياسية في اليونان وتدهور الأوضاع الأمنية في شرق أوكرانيا. والبداية من الشرق الأوسط، حيث علقت صحيفة EL PAÍS الاسبانية على تطور الوضع بين لبنان وإسرائيل كاتبة: "ينبغي على اسرائيل أن توضح مصدر القذيفة القاتلة. وكان الهجوم الإسرائيلي قد جاء ردا على هجمات ميليشيا حزب الله الشيعي. ومع ذلك لا يعتبر هذا مبررا على أفعال إسرائيل. إن مواقع الأممالمتحدة محددة بشكل دقيق للجيش الاسرائيلي. يظهر هذا الحادث مرة أخرى، كيف يمكن لهذه العملية أن تكون خطيرة على السلام الدولي." واستأثر الوضع في سوريا بتعاليق لصحف مختلفة منها DAGENS NYHETER السويدية التي حملت الرئيس السوري بشار الأسد المسؤولية في مقتل مئتي ألف شخص، حيث كتبت معلقة: "لقد وأد الحركة الديمقراطية مستخدما القوة الوحشية ضد شعبه. سيكون من الصعب قتال داعش دون أن يكون ذلك عاملا غير مباشر في تعزيز قوة النظام القاتل للأسد. لا يمكن للمرء أن يتحالف مع مجرم حرب استخدم القوة ضد المدنيين." وفي السياق ذاته كتبت WASHINGTON POST "في باقي سوريا بما فيها عاصمة داعش الرقة، يرى الجميع أن الضربات الجوية تشكل ضغطا خفيفا على الاسلاميين". تكتب الصحيفة وتحمل المسؤولية للرئيس الأمريكي باراك أوباما على وجه الخصوص ، وتطالبه بعدة خطوات مهمة منها "ضرورة الاقدام على تدخل عسكري لاضعاف نضام الأسد وتضافر الجهود من أجل بناء الجيش والحكومة السورية." وحول التطورات السياسية في اليونان جاء تعليق صحيفة POSTIMEES الأستونية على الشكل التالي: "فعلا وفى تسيبراس بالعديد من الوعود الانتخابية كوقف الخوصصة وفتح باب التشغيل في الوضيفة العمومية والزيادة في رواتب التقاعد والحد الأدنى للأجور. إجراءات ستكلف الخزينة العامة نحو إثنى عشرة مليار يورو. ألم ينس شيئا؟ مثلا أن الانفاق العمومي المرتفع هو السبب في اندلاع الأزمة في اليونان. وهو ما يعني أن تسيبراس مع شريكه اليميني المتطرف قد فتح باب المواجهة مع الترويكا، والاعتماد بدلا من ذلك على علاقات جيدة مع روسيا. من شأن ذلك أن يفرح بوتين ولكنها إشارات طيبة للاتحاد الأوروبي." أما صحيفة LIBERATION الفرنسية فوجهت انتقادا شديد اللهجة لأوروبا حول الوضع في أوكرانيا، من خلال التعليق التالي: "هل يسعى الغرب للتخلي عن أوكرانيا مثلما ترك القرم لمصيره وأن تهاجم روسيا مناطق أخرى ضعيفة في القارة الأوروبية؟ ينبغي لأوروبا والولايات المتحدة أن تمنح للجيش الأوكراني وسيلة للدفاع، أو مساعدتهم لوقف الهجوم الروسي. ومع ذلك، يجب تفادي أي مخاطرة لتصعيد عسكري يمكن أن يزيغ بأوروبا نحو حلقة مفرغة من القتال." وننتقل إلى المكسيك وتطورات مقتل 43 طالبا في سبتمبر الماضي، حيث علقت LA CRONICA DE HOY المكسيكية كاتبة: "رسميا تم حل قضية إغوالا، غير أنه لا ينبغي إغلاق هذا الملف قبل أن يتم توضيح الدور الذي لعبته السياسة في هذه المأساة. وللتحقق من الخلفيات التي سمحت بالعمل الهمجي لسبتمبر الماضي، ينبغي الغاء حصانة المسؤولين. إن ملف وفاة 43 طالبا هو واحد من أحلك الفصول في منطقة تعاني الظلم منذ سنوات، كما أن قائمة المتهمين طويلة. يجب على مكتب النائب العام استدعاؤهم جميعا من أجل توضيح ملابسات القضية. ويمكن للتحقيقات أن تشمل كبار مسؤولي الدولة." ونختم جولة تعاليق الصحف العالمية لهذا الأسبوع بما كتبته الصحيفة DAGENS NYHETER السويدية حول احياء ذكرى الثورة المصرية: "صور ميدان التحرير في القاهرة لا تنسى وكانت لها مساهمة كبيرة في الربيع العربي. غير أن هناك صور أخرى لنهاية الأسبوع الماضي تبعث على القلق. ويتعلق الأمر بوفاة ناشطة برصاص الأمن. هناك خيط رفيع بين الماضي والحاضر. وكثير من الناس لا يزالوا يخاطرون بالموت أو السجن من خلال الاحتجاجات العالية. والمعارضة لا تزال موجودة وإن كانت ضعيفة. وبعد مرور أربع سنوات على الثورة في مصر لا تزال البداية ممكنة. ومن أجل ذلك يجب على الرئيس السيسي وجنرالاته ترك السلطة للمؤسسات المدنية والسماح بتنظيم انتخابات حرة." محمد مسعاد